ترى أين أنا ؟ * سألت عن مُبدّدٍ لا ينجمع فيُشار إليه , ولا يتلاشى فيُترك على الإطلاق ومن قديم قالوا : شرح البديهيّات من أصعب الصعوبات , عندما تقول ترى أين أنا ؟ فهذا سؤال يدلّ على عدم التعرف على المكان , أو إعلان الذات ضياعها فيه وعندما تقول ترى من أنا ؟ فهذا يدلّ على عدم تعرف الذات على نفسها وأحيانا كتعبير شاكي عن عدم مناسبة التعرف على الذات للذات يــــاصديقي كلّنا نتربص بلغة يمكننا بها تأشير الحكاية ووضع علامة عند كل رائحة لوردة الغياب , علّنا نعود يوماً ونتأثّر خطي الحبيب الذي يفوقنا دراويش نحن وحسني الثياب , وأحذيتنا خفيفة ورياضية , لكننا للأسف سكارى بكأس ليست في يدنا , نرقص لأغاني غير معزوفة , فلا تسأل عن الخمر فهي مجهولة الأرض والكرم , ولا يمكن بحال تنسيبها فلا تتخلى عن الحطام , فهو أيظا بناء بوجه , وقد تطلع عليك وردة من ركامه ولتمُرّ طاعنا في الخوف , بين بأس الصمت وغول الكلام , أيّها البادي بلا بدوٍّ يبكيه على اتساع الشطائب , فلتمتطي فرسك المنسية في الذهول الآنف لترك المكان المحروث على يباس , .................. ها نحن في باحة تُلَّيّن فراقنا وتمنحنا هوساً معتدلاً باللقاء , وقد يكون لغمزة عبر الماسنجر ما لا يكون لغمزة العين ذاتها , ولكن يضلّ ذلك كله تعويضاً مستأنفاً عن لقاء الإنسان بالإنسان هذا اللقاء الذي إقترب تقنياً وابتعد روحياً , وأصبح من السهل جدًا مدّ اليد لليد عبر السيلكون , وتبادل النكات الفاحشة بين يابانية في لندن وأحد جياع بوينس أيرس بكل تلك الأوهام المتداولة والتي تمنحنا تصوراً مقبولا عن الحياة , والتي تجعلنا محصورين ومتضايقين برغم كل هذا الإتساع ؟؟؟ لن يكون هناك متسع من الوقت للقصص مرتين ترى أين أنا ؟ * نحن \\ أين الأين , ونحن \\ مكان المكان لهذا لا يغادرنا أبداً ضياعنا , ولا يكفّ عنا حلُمُنا , ولا تنقطع في الحادثات ريبوبتنا لا أعلمُني , لا أجهلُني , وإنما فقط أحاول أن أراني بلا اجتهاد , لعلني أطلق على ذاتي السلام وأنعم معها بالحرية زهرة نيلوفر - نخلة متوحدة في صحراء المساكين التي لم يخلق مثلها في البلاد - عصاك ومآربك الأخرى = جائع من قلة الوطن , مُشتبهة عليه المياه , مُهَيَّمٌ في أفنية التوجس , راقص بلا وجد في الحلبات المطيرة ليس ثمّة هنا لك سوى إطار من الضحك المتصاعد حول الحمرة الصارخة لانفلاقة الجرح الأعظم , ودندنة مُحتالة تدعو إلى الرقص فوق ساحة الجثت المُتراكمة هُجِرَتِ الخلايا , وخَلَتِ العصائدُ من العسل الزعتري , دبيب الهدؤ المخيف في عروق الدم المهاجر , والريح اللاعبة في جُبّة القلب المُرَقّعة وضيق الأقنية بالمياه المنحدرة من الوجوه الصغيرة , وذلك السُباب السريع إلى الذهن ومعلقات الشكوى المُذهّبة بقوافيها الذابلة الصورة المرسومة مع وقف الفهم الكلمة المكتوبة مع وقف القراءة إختطاف ولدان التعب ووأد حور العيون لا زلت أنتظر أسراب القطا السلطاني أن تعود إلى بئر المشارف وما زلت أُمَشّطُ بأصابعي عيدان طرف حصيرتي التاورغية مُبعِداً عيناي في الفراغ ذاته , مُتَجهّزاً لنوبة الحلم بلا شاغل الحلم بالغياب - بالقطا ا لسلطاني ................... الحلم مع سبق الإصرار والترصد لهذا قد أبدو منطوياً على حارق ويداى متوترتان كأنهما تريدان الفرار منّي لكنني في كل الأحوال لست كذلك بالطبع 2 - 10 - 2002 لندن محمد بن الامين ( ربّنا يهدي سرّك ) ياعصمت النمر مع أمل أن تكون في صحة جيدة يحسدك عليها الأوغاد كما أني كنت سعيد جداّ بردّك على إيميلي الأخير , كما أقلقنا حديثك عما تعانيه من الألم - شفاك الله فكّ رقبة سلامات *********** مِثلَ مَثلجة في يد طفل يلعب في الشمس 2 مَثلُ الضعف المترتبِ على الطول الذاهب 3 مَثلُ الضعف المترتب على القصر القريب إلى الأرض 4 مَثل الغريب 5 ضائعاً بين أكوام جدارنا المنقض محمد بن الأمين لندن
ترى أين أنا؟ *.*.* عصمت النمر 30/9/2002 |
nice piece