(1)
أناديك يا قطرات ماء
وكم في المزن يشتعل الضماء
وكم سحب تناثر بالألي
و أغدق في هواها طيب الهواء
(2)
اسر لي قلبي بعض حرف
فصفن العقل مني كيف الشقاء
وكيف يمحو اثارها صمتي
ويأسرني من الحرف السناء
(3)
سألتني عن التقوى أعياني
شيا هين وصف قبض
تقمصت التقية بالمعاني
أتجبرني على إضمار حضي
(4)
رويدا كي أراقبك بقربي
وادنوا للسماء وأنت ماء
وكم طال التباعد وطول شجبي
وليلى تنظر الغروب و به احتواء
(5)
بثرثرة البلابل حنين حين تشدو
ويسجد النجم بالقمر الضياء
وعام الصرم يأتي بعد سبع
فيشبعن التخوم صدقا من سناء
(6)
سحيق الوادي قد أضنى فؤادي
وأنت في العلا ترقي الهواء
ولو يبقى بصدر الطلح غصن
أراها مثل في سكوني و الحياء
(7)
لعمري لو تقلدت الليالي
ضياء الأقمار يبقى فيها نائي
وأصداء الآذان يهز سمعي
ويدوي في السماء ريح وناء
(8)
عهدتك كلما يقاسى فيك عود
يلوح في الفيافي نبع ماء
وإن هامت عيون في هواك
ستبقى في المعابد كالشعاع
(9)
واعجب للقنوط وكيف يلقى
جميل الصنع مذهم اكتساء
واغرب وفي نحور الورد عطرا
ويعبق في قلوب بالرخاء
(10)
وما عجبي إذا أرخت عيوني
حياء و الجفون بها احتوائي
وهذا الرسم من أصلاب عود
تسنى بالعبير و الرب البهاء