من ذاكرة ايام الموت والبؤس
(يوم مخيف )
كان الجنود يقضون النهار والليل في صراع مع (البق ) والذباب من اجل سويعات قليلة من النوم والراحة
مع قلة النوم والضغط الذي يواجهنه من ضباط فوجهم
الواجبات والحراسات تكاد تكون محصورة بعدد منهم لان الآخرين في إجازات (مالية ) فكل يوم إجازة له ثمن وسعر حسب نوع الجندي ومكان عملة
لأيهم أن يبقى في الفوج بجنود بعدد أصابع اليد المهم أن تمتلاء جيوب الضباط (بعضهم )
التعب والإرهاق الذي يتعرض له الجنود (الفقراء ) لا يعني شئ لدى هؤلاء الضباط الذين نهلوا من مدرسة (قائدهم الرمز )
وضع ومكان الفوج عند احد خطوط التماس مع ما كان يصفهم النظام (بالعملاء ّ) على إطراف اهوار محافظة ميسان
حيث ناحية العدل
في فجر يوم جميل من شهر أب
حدث هجوم على الفوج من إحدى الجهات التي كانت مواجهة إلى ارض شاسعة بعدها الهور
لحظات عصيبة مر بها جنود الفوج و(ضباطه )
إمرة أصبح لا يعرف ماذا يفعل
أكثر من نصف جنوده مجازين (ماليا )
في لحظات الموت والرصاص
تصبح الحياة ارخص من ثمن سيكارة
من كان موجودا من الجنود المغرر بهم والذين لم يملكوا المال للحصول على إجازة
قاتلوا من على ظهور عجلاتهم المدرعة دفاعا عن العراق (والقائد الرمز )
ارتفعت الشمس عاليا بداءت عملية تمشيط المنطقة للبحث عن المهاجمين القادمين من وراء الحدود (حسب تعبير أمر الفوج )
تم العثور على بعض أجهزة الاتصال اللاسلكية والأسلحة المدمرة
وجدت أثار دماء ولكن لم يتم العثور إلا على مصاب واحد اصابتة كبيرة تم نقلة فورا إلى المستشفى
وحسب ما روي وقيل في حينه
فان المسوؤل الحزبي الأعلى للمحافظة دخل إلى صالة العمليات وقال للأطباء
( إذا خرجت روحة من هذه الغرفة سأخرج أرواحكم )
لقد كانت اصابتة خطيرة وقيل أنة مات بعد العملية بسبب التعذيب خلال الاستجواب الذي لم يكن قادرا علية بسبب الإصابة والعملية الجراحية
تقرر ان يتم تكريم البعض من الضباط والجنود
هنا كان الغبن والجور يقع على البسطاء من الجنود المغرر بهم فعند التكريم يتم تكريم الضباط والجنود (السعاة )
المراسلين وسائق الأمر وهكذا إما من يضحي بحياة اقتناعا او تغريرا او خوفا من العقاب فلا احد يفكر فيه عندما يكون هناك تكريم
احدهم من الضباط الاحتياط تم درج أسمة ضمن المكرمين رغم أنة تسرح صبيحة الهجوم وبعد شهر استدعي ليلتقي القائد الرمز وينال التكريم
هذا حال جنود العراق بكل اطيافة في معارك الغرور والعنجهية
الموت ينتظرهم من الإمام ومن الخلف ولا ينالون سوى التوبيخ والشتم والاهانة من رجال وخريجي مدرسة الصنم الأوحد
علي الطائي
25/4/2006