فلما انتبها وشاهدا النار تاكلة اخذا الستائر والسجاد
فعملا منهما سلما وتدليا عليها الى الارض ولما باتا في
الشارع ابصرا فيها ما تتفطر لة القلوب ابصرا الانسان
بحلتة الحيوانية الحقيقية فان جماعات السلابين النهابين
كانوا يهجمون كوحوش ضارية ويصعدون الى القصور والنار
تضطرم فيها وبدل ان ينقذوا النساء والاولاد كانوا يقتلون
وينهبون اما الجند والمطافئ فماذا تقدر تصنع في هذة
الحالة
والسماء كرهت ان تبقى واقفة لدى هذة الفضائع الارضية
وقفة المتفرج المشاهد زمنا طويلا
ولكن لكل شئ حد ولذلك تناول جوبيتير اقوى صواعقة وارسلها
في الفضاء فلعلع الرعد فوق تلك المدن الثلاث كانذار
وتهديد للارض من السماء ان تسكن وتهدء والا اخربتها
ولكن لا احد سمع هذا الانذار لان اصوات البارود وضراخ
القاتلين والمقتولين كانت تصم الاذان
فحدث مازاد تلك المناظر رهبة وفظاعة فان زوبعة هائلة هبت على السهل الذي كانت فية المدن الثلاث وصارت تكنس كل ما في طريقها ومدت التنانين خراطيمها من السحاب وهطل المطر كافواة القرب وهكذا تحالف على المدن التعيسة النار والقتل والصواعق والزوابع والزلازل كان السماء تخلت عنها وقضت عليها قضاءا نهائيا
وكان حليم في ذلك جالس مع رفيقة تحت شجرة والمطر قد بلل ثيابهما ومع ذلك كانا ينظران باهتمام الى تلك المدن وينتظران طلوع الفجر فلما طلع الفجر وصار في امكانهما ان يلمحا المدن لم يشاهدا فيها -واسفاة - سوى خرائب واكوام سوداء ينبعث الدخان عنها
فصاح حليم حينئذ واحرباة اهكذا خربت سدوم وعمورية وبابل ونينوى في القرون الماضية
=================
قالت الفتاة تخاطب حليم وهو يسالها عن سبب تلك الفاجعة
انني انقل اليك ياسيدي السبب الذي ذكرة ابي امس قبل دخولي الى غرفة النوم فانة اخذ يدي بين يدية وقال لي اتعرفين سبب كل هذة القبائح يابنية - سببها الشراهة والاثرة والطمع ولست ابرئ منها حزبا دون حزب لان التبعة واقعة على الجميع ولا استغرب ان تخسف بنا الارض او تنقض علينا صواعق السماء ما دمنا بعيدين الى هذا الحد عن مبداء الرفق والاخاء
===================
تمت بعون اللة
نقلا عن رواية الدين والعلم والمال
للكاتب فرج انطوان
الاسكنرية الاول من يوليو 1903
---------------------------
22-4-2005
الموصل
View alihseen's Full Portfolio