دموع وحيرة
كان زوج أمها يعاملها كأنها ابنته ولم تحس يوما انه غريب عنها فقد تربت في بيته منذ إن وعت هذه الدنيا لم تعرف أباها الذي طلق أمها منذ كانت طفلة رضيعة
مضت السنون والأعوام وهى في بيت زوج ألام عاشت بهدوء وسكينة لم يجعلها ذلك الرجل تحتاج إلى شىء كان يخاف عليها كأنها من صلبه
كان له ابن اكبر منها بحوالي سنتان فقد تركت له زوجته السابقة ذلك الغلام طفلا صغيرا لم يتجاوز السنتان عندما رحلت عن هذه الدنيا الزائفة بمرض السرطان الذي أصاب ثديها الأيسر
كبرا معا وسط ذلك الجو عندما أصبح الولد بالعاشرة من عمره عرف أنها لا يمت لها بصلة اخذ يضايقها بتصرفاته النزقة الصبيانية
من ضربها إلى تمزيق دفاترها وكتبها وجرها من شعرها أما هي فقد شبت مبكرا كأنثى جميلة شعرها اسود طويل يصل حد ردفيها عينان كبيرتان
نهدان بارزان قد ممشوق يبهر العيون أينما سارت
منذ دخلت المدرسة عزلتها أمها بغرفة خاصة بها رغم انه اكبر منها إلا أنها لحقت به في المدرسة كانت مجدة مجتهدة في دراستها
أما هو فقد كان كسولا لا هيا يهوى التسكع ومصاحبة الصبيان
كان الأب يوبخه كل أفعاله ولا يجد من الأب سوى الكلام القاسي كلما جاء اليه بدرجاته المدرسية أما هي فقد كانت تحصل على هدايا مقابل تفوقها
في أحدى المرات ثار الولد بوجه الأب صارخا لماذا تعطي الغريبة الكلام المعسول وأنا ابنك لا تعطيني سوى القاسي أنها ليست أختي ولا ابنتك لماذا هذا
وبخه الأب على هذا الكلام
قائلا أن الأب هو من ربى وقد ربيت هذه البنت منذ كانت طفلة لذا فهي اعز عندي من ابنتي ولا أجد فرقا بينك وبينها وعليك أن تعاملها على هذا الأساس
كان هدفه الأول هو مضايقتها وتنغيص حياتها لم تكن تشتكي لأنها لا تريد أن تسبب مشاكل لامها
عودت نفسها على الصمت من اجل أن تستمر عجلة الحياة بالسير
دخلت الجامعة كأنها في أجمل صورة أصبحت محط أنظار الكثيرين لجمالها وذكائها
هو فشل في أكمال دراسته فشلا ذريعا مما أثار غيضه عليها
بدء بالتحرش بها وأسماعها كلمات مثيرة لدرجة أنها بدأت تخاف منه على نفسها ولا تظهر امامه.. هو تعمد أكثر من مرة التلصص عليها في غرفة نومها كانت نظراته تنم عن رغبة وشهوة تنم عن حقد دفين في قلبه
تجاه تلك اليتيمة التي وضعتها الأقدار في طريقة
في صيف حار مرضت أمها بشكل مفاجئ أخذها زوجها إلى عدة أطباء وأجرى لها فحوصات بلا جدوى فكان أن قرر أن يأخذها إلى مدينة أخرى حيث يتوفر أطباء أكفاء وإمكانيات طبية اكبر
تحدث أليهم عن اضطراره لأخذ زوجته إلى تلك المدينة للمعالجة من الداء الذي الم بها
اخذ يوصي ابنه أن يحافظ على البيت في غيابة وان يرعى أخته ( ابنة الزوجة )
لأنها في حمايته وان يحافظ عليها كما يحافظ على نفسه وجعله يقسم بان ينفذ الوصية فاقسم الشاب على ذلك
كما أوصى البنت أن ترعى أخاها ( ابن زوج ألام ) وان تحترمه وان تطيعه فأقسمت على ذلك
كما فعلت ألام نفس الشيء ولكن بطريقة أخرى حيث تحدثت أليهما أنهما رغم انه لا يوجد بينهما رابط الدم ألا أنهما عاشا منذ الصغر سويتا واكلا من صحن واحد وأنها كانت تسهر على من يمرض منهما
اخلد الزوج والزوجة إلى فراشهم بعيون فرحه لأن الأولاد سيكونان احدهم سندا للأخر
سافرا إلى تلك المدينة... البنت ذهبت إلى جامعتها لتدرس من اجل أن تحقق أحلامها
الشاب خرج كعادته إلى التسكع في الشوارع والى رفاق السوء بعدما خرجت هي
عندما عادت أعدت الطعام لكليهما
لم يعد لتناول الغداء في البيت كما تعود أن يفعل
عند المساء جاء ومعه مجموعة من اصدقائه طلب منها أن تعد لهم الطعام
طلب عدة أقداح وثلج فعرفت أن السهرة سيكون فيها خمر لن تقل شيء عندما انتهت من أعداد الطعام
دخلت غرفتها وأقفلت عليها بابها بالمفتاح ووضعته تحت مخدتها
لا تعرف كم مضى من الوقت وهى نائمة تداعب جفونها أحلاما وردية
لتستفيق مذهولة فقد اقتحم عليها الغرفة هو ورفاقه السكارى
لقد كان اعد مفتاحا آخر لغرفتها بدون علمها
توسلت أليه بدموعها بآهاتها ذكرته بوصية أبيه وأمها
اخذ بالضحك بشكل هستيري وصاح بها أني كنت انتظر هكذا فرصة منذ زمن
كانت رائحة الخمر تفوح منهم
تناوبوا على اغتصابها واحدا تلوا الأخر وأولهم الشاب المؤتمن عليها الذي لم يحفظ الأمانة تركوها في فراشها لا تقدر على الحراك حتى الظهر فكرت في الانتحار لتخلص من العار الذي سيلاحقها ايمنا سارت
لم تقدر على الخروج من البيت فقد تصورت أن الكل سينظر أليها ويقول في دخيلته هذه التي تسير بلا شرف أو عفة
لم يعد إلى البيت طوال اليوم فقد أصبح وجهة مسودا من فعلته
في اليوم التالي جاء أليها متوسلا بها ألا تقول شيء عما حصل لها وانه نادم على فعلته
واخذ يقسم لها بالأيمان المغلظة انه لم يكن في وعيه عندما اغتصبها وقد كان بلا عقل بسبب الخمر التي كان قد شرب فيها الكثير حتى فقد عقلة
كان الكذب ظاهرا في عينية والخوف الذي يحاول أن يخفيه تفضحه تعابير وجهه
فقد كان يخاف ان يعلم أبيه بفعلته وان يكون مصيره الموت أو السجن فهو يعلم أن أبيه يعتبرها مثل أبنته ولن يدع فعلته تمر بلا عقاب قد يكون الموت فأبيه قد لا يتوانى عن قتلة إذا علم
عرض عليها السكوت مقابل الزواج منها
وانه مستعد لتصليح غلطته وانه لا يريد لها وله الفضيحة والعار
سكتت لم تقل شيء فكرت هل توافق على عرضة
وبهذا تكون قد شاركت ضمنا بالتستر على عصابة
أو ترفض وتبوح بما حصل وبهذا تساهم في فضح نفسها وتدمير البيت الذي تربت فيه وتحطم حياة الرجل الذي عاملها كأنها من صلبه
أن ما حصل لو كان بينتهما لهان الأمر ولقيل أن الشيطان لعب بعقلهم
ولأمكن السكوت عليه وإنهاء الأمر بالزواج
ولكن ما حصل كان مدبرا ومخطط له وألان يريد زعيم العصابة بسبب الخوف من العقاب أن يجعلها تسكت بعرضه الزواج منها
فكيف سيحميها ويصونها إذا كان قد باعها إلى أصدقائه السكارى
فكرت أيام وليالي ولم تصل إلى نتيجة كان عليها أن تقرر فبعد ساعة سيصل أبوه وأمها بعد أن انتهى علاج ألام
لم يكن الأمر سهلا ماذا تفعل أنها الحيرة
علي الطائي
18/12/2005