كما اتفق سابقا،
القصيدة حياة الشاعر، وهي إذن كائن له حياة روحه الفكرة والمعنى، جسده اللفظ، تخلق كما الجنين في فكر الشاعر وتولد بعد أن يتم خلقها وتكبر كالأطفال ثم تشب، لكنها عكس البشر فهي تشب ولا تشيب، إنما تبقى شابة أبدية، لذا يرى الشاعر حياته فيه ويبحث عن خلوده بين سطورها ويرى ماضيه وحاضره ومستقبله بين أبياتها وكلماتها.
وكما يسمي الأب أطفاله، ويختار أسماء بناته يختار الشاعر أسماء قصائده بما يناسبها روحا ومعنى ودلالة، بحيث يكون الاسم روح القصيدة مرتبطا بها برابط خفي إلا أنه وثيق... ويترك للشاعر تسمية بناته القصائد.
القصيدة لا تسمى ولا تعطى عنوانا، إلا إذا كانت رسالة أو فيها روح الرسالة، فيقبل في بعض الأحيان اعطائها عنوانا، بشرط أن لا ينافي صفتها أو يجعلها موضوعا مجردا لا حياة فيها.
فالاسم للقصيدة الحية يبقيها حية، أما العنوان فهو بطلق على أغراض أخرى، كموضوع انشائي بحت... وتكريما للقصيدة وتشريفا لها، رأينا أن نسمي القصائد، وكل اسم له دلالة نفسية ومعنوية خاصة ترتبط بالقصيدة ومعناها ويوحي به الاسم ولو من بعيد.