.. عذراً سيدي
علموني
أن الحب حرام
حرمة أبدية
!! وأن العشق
نقيصة وكارثة اجتماعية
وأن الانسياق وراء العاطفة
جنــــوح
لأحاسيس غير إنسانية
مع الحليب أرضعوني
أن الاعتراف بالحب
خطيئة .. وهلوسة جنون بشرية
بالحديد.. والأصداف .. والسلاسل
كبلونــــــــي
باسم الفضيلة والشريعة العائليـــة
قالوا : من تتكلم بالحب فاجرة
من تفكر بالعشق كافرة
من تعطي قلبها لرجل خاسرة
من تتزين له سافرة
علمونــــي
إن الحب ضلال مبين
وإن العشق .. جرمٌ أثيم
وأن الإحساس بالحب والحنان
عمل
من أعمال الشيطان الرجيم
هكذا علموني
بهذا النهج أمروني
على هذا المفهوم ربوني
على هذا الميثاق فطموني
ومن بعدها طالبوني
بالطاعة وأوصوني
.. عذراً يا سيدي
هذا ما علموني
فكيف تطالبني ؟
باختراق تعاليمي .. وهدم حدودي
كيف ترجوني ؟
ببوح مكنوني
وكسر الوصية الألف بعد المليون
ألم أقل سابقاً
أني حبيسة قمقمي المرمى
في أعماق البحار الشرقية
وأني سجينة قضباني التراثية
وأنه عليك .. أن تجد مفاتيح أسواري
لتخرجني .. وتحررني
من أوهام تقاليدي الثلجية
.. علمت بالفطرة
أن ما قالوه .. أكذوبة
وإن ما فطمت عليه
يندرج
تحت خانة الجريمة الإنسانية
وان الحب ماء الحياة
والعشق الحلال غذاء الروح
وهبة الله للبشرية
وها أنا يا سيدي
أمضي وعمري .. بانتظار معجزةً إلهية
كي تأتي .. وتحطم أسواري
وتحررني من
قيودي الحديدية
عطر الخاطرة
يوماً ما .. أيها الغريب الذي سيأتي إلى زمني الحالك
!!. سأخرج من ظلامي .. وأهرع إليك بكل حرماني
