Author Information
4
Folder:
رسائل
| لا أدري بما علي أن أبدأ أأبدأ بوصف شوقي إليك و سرد أحوال انتظار قدوم عينيك؟ أم أبدأ بعتبي و وإفراغ حزني لتأخر مجيئك؟ لا أدري ماذا علي أن أفعل فقد حاولت أن ألقاك مراراً و لكن لا جدوى من كل هذه المحاولات فكلها انتهت بأسوأ مما بدأت عليه انتهت بخيبة تلو الخيبة و حسرة تتبعها دمعة و ربما صدمة قد تنشف الدمع و تنشف كل نبع يضخ في روحي و جسدي الحياة لا أدري لماذا تفعل كل هذا بي لا أستطيع تخيل السبب الذي أخر قدومك هل أنت حقاً في طريقك إلي أم أنه فقط وهم أحياه وحدي؟ أعلم أني أطلت قبل أن أكتب هذه الرسالة لك و لكن ما الفائدة من كل ما أكتب إن كنت لا تقرأ ما أكتب أو حتى لو قرأت لا تشعره هل علي أن أصفك بقاسي القلب؟ أم أصفك باللامبالي بكل إحساسي و شوقي و ألمي و لهفتي هل علي أن أخبرك الآن كم أحتاجك معي هل علي أن أعترف بأني أنتهي وحدي و أرتشح عبر ذرات التراب و بين شقوق الأحجار هل علي أن أقول لك أني أخشى تجمدي أو حتى تحجري قل لي ماذا علي أن أخبرك لتترك كل شيء و تأتي إلي منقذاً أو محرراً أو حتى معيداً إلي ما تبقى من الحياة قبل فقدها كلها لا أدري كم علي أن أصمد قبل أن أعلن ترحالي كل ما يعنيني عنك فقد سئمت الانتظار و مملت من وعد قطعته على نفسي لقد تعبت من الفكرة اللي أقنعت نفسي بها أني لا أقوى على متابعة الحياة دونك و ها أنا في طريقي لاتحرر من وهمك الذي رسمته في مخيلتي و قصصته في كل جلساتي حتى مع نفسي أظن أني سأصل بر الأمان و أنت بعيداً عني عندها سأؤمن أني لست لك و أنت لست لي و سأعلم أن الهواء قادرٌ على النفاذ إلى رئتي دون وساطتك و أن قلبي قادرٌ على ضخ الدم في أنحاء جسدي دون أن تكون ساكنه و المتربع على عرشه و أن كل خلايا دماغي طائعة لأمري حتى عندما أغفو فلن تحاول خيانتي بالتفكير بك مجدداً و لن تسمح لك بسجني في وهمك مرة أخرى هل هذه ثورة عليك؟ لا أدري! ربما هي ثورة على نفسي اللي خلقتك في خيالها فعاشت كل هذا الوقت رهينة لسراب غير قادر حتى على نفخ زغب ريشة صدقني إن كنت أريدك يوماً فلم أرد سوى حقيقة دون وهم لم أرد سوى قوة دون وهن لم أرد سوى أن أراك أمامي لتقول لي ها أنا ذا و لكن لم يعد مني شي لينتظر و لا أكفل لك عدد الثواني قبل أن أعلن خبر استقلال كياني عن فكرة وجودك و عندها لن يكون لك الخيار بأن تحتلني مرة أخرى يارا محمد 03:45 AM 03/06/2009 London |
