تحت القبب و بين واحات السراب ترقّبَ وهمُكَ رائحتي ليخطفها فاستنشق بادئها و غابَ عن الوعي المُخَدَّر ليدخل خَدَرَ الوعي اليَقِظ جاب طولَ الحياة و عَرْضِها و نسي ارتفاعها و زمنها و بقي حبيساً في زنزانته طويلاً دون أُفُق السماء و تسطح دون غرس جذوره بقي كورقة كُتَبَ عليها بكل اللغات و رسم فيها خربشاتٌ و مخططات و مُهِرت بأختام و تواقيع و من ثم وُضعت في زجاجة و رُمِيت في أوسع محيط لا أدري كيف التقطها دون خوف مجهولها لأقرأ فيها كمّاً هائلاً من الصلوات و عدداً قاتلاً من الآثام و ها أنا أتمعن بكل كلماتها و خربشاتها بدأت يداي تذوب للتتحول إلى حبر يلطخها ماذا أفعل؟ هل أدعها تسقط من يدي لأوقف إذابتي فأقرؤها من بعيد أو أعيدها إلى محيطها التي وجدتها فيه؟ و ماذا لو بقيت بيدي؟ هل سأتحول كلياً لحبر لنكون حبراً و ورقة؟ فإما أن أكون كلمة عليها أو رقم أو أكون من يمحي كل ما كُتِب أو جزءاً منه؟ إنها ورقة كبيرة جداً بطول الحياة و عرضها و لم أشهد تحولي إلى حبر قبلاً و لا يمكنني أن أقدّر كَمّ حبري و كم سيغطي من هذه الورقة فجأة سمعت صوتاً يهمس في أذني ليقول أشعلي هذه الورقة و كوني بخوراً يزكى بنارها ليعود إليك تحت القبب و بين واحات السراب ترقّبَ وهمُكَ رائحتي ليخطفها يارا محمد 09/08/2009 02:10 AM London
View yaramo's Full Portfolio
|