البرد تسلل إلى شراييني و حبات البرد غطت جبيني و قد دقت ساعات الغياب ترتيلاتها و اصطفاني الزمان لأكون طائراً في مهب الريح و ما يفعل العصفور الصغير في وجه العواصف؟ و لماذا كنت فداء للا شيء؟ و لماذا طُحنت بين راحتي الأنانية و الجنون؟ و لماذا تحول دفئي إلى رجفات بردٍ لا تزيلها النيران؟ و لماذا أصبحت لا أدرك مكاني أو زماني؟ و لا أكترث لشيء؟ هل لأنني قررت يوماً أن أختار من أكون بإرادتي؟ أو لأني استخدمت الجنون رباناً لسفينتي؟ أم لأني قررت أن أصبح العصفور الطائر بحرية؟ و ما هي الحرية؟ إنها الجنون و لا شيء غير الجنون و عندما حان الوقت لأستيقظ و جدت نفسي في مكان آخر مكان غريب بارد مظلم وجدت نفسي وحيدة تائهة حتى ربان سفينتي الذي قادني هو من تخلى عني ضاحكاً عندها .. أدركت أن لا أثق بالجنون و لا بأوهام حرية الطيران سألتف على نفسي قليلاً لأمنح لنفسي من نفسي دفئاً فلا أحد سيمنحني الدفء الذي أحتاج في مدني المفقودة و عندها سألملم ما تبقى مني قليلاً و أستعد لرحلة العودة فإن عجزت عن وصولي إلى وطني فسأنشئ وطناً جديداً و سأشيد فيه مدفأة و قنديلاً و سأنتظر الباحثين عن وطن لنخلق وطن جديد نعلم كيف نحافظ عليه
يارا محمد |