وطن



البرد تسلل إلى شراييني
و حبات البرد غطت جبيني
و قد دقت ساعات الغياب ترتيلاتها
و اصطفاني الزمان لأكون طائراً في مهب الريح
و ما يفعل العصفور الصغير في وجه العواصف؟
و لماذا كنت فداء للا شيء؟
و لماذا طُحنت بين راحتي الأنانية و الجنون؟
و لماذا تحول دفئي إلى رجفات بردٍ لا تزيلها النيران؟
و لماذا أصبحت لا أدرك مكاني أو زماني؟
و لا أكترث لشيء؟
هل لأنني قررت يوماً أن أختار من أكون بإرادتي؟
أو لأني استخدمت الجنون رباناً لسفينتي؟
أم لأني قررت أن أصبح العصفور الطائر بحرية؟
و ما هي الحرية؟
إنها الجنون
و لا شيء غير الجنون
و عندما حان الوقت لأستيقظ
و جدت نفسي في مكان آخر
مكان غريب بارد مظلم
وجدت نفسي وحيدة تائهة
حتى ربان سفينتي الذي قادني
هو من تخلى عني ضاحكاً
عندها ..
أدركت أن لا أثق بالجنون
و لا بأوهام حرية الطيران
سألتف على نفسي قليلاً لأمنح لنفسي من نفسي دفئاً
فلا أحد سيمنحني الدفء الذي أحتاج في مدني المفقودة
و عندها سألملم ما تبقى مني قليلاً
و أستعد لرحلة العودة
فإن عجزت عن وصولي إلى وطني
فسأنشئ وطناً جديداً
و سأشيد فيه مدفأة و قنديلاً
و سأنتظر الباحثين عن وطن
لنخلق وطن جديد
نعلم كيف نحافظ عليه

يارا محمد
01/02/2006
02:18 AM
لندن

View yaramo's Full Portfolio