تنهال طعنات القسوة ، لتمزق جسدى النحيف … وأنا قد أوشك صبرى على النفاذ …
ابتسامتى فارقتنى … حتى صرت دمية … تمشى وتقف وتوزع الابتسامات الفارغة …
يقتلنى جبنى … وما هو بجبن … بل انسياقاً وراء مبدأ …
طيراً – أنا – بدون جوانح … تلقنى الأقدار وتقذف بى ، … تحملنى الأمواج وتسبح بى …
قاتلت الأعاصير والرياح … حتى ما عدت قادراً على النزال …
خسرت معركتى … وخسرت حريتى … وقبل أن أخسر حياتى …
وقفت بين أفواه الذئاب … بعد أن أضعت خريطة سربى …
وقفت بينهم … يسيل لعابهم … يتلهفون نهايتى …
أغمضت عينى … منتظراً التهامى … يخفق قلبى سريعاً … مترقباً ساعة الحسم …
اقتربت أرجلهم … شممت رائحة أفواهم … هاهى مخالبهم …
و …
(لا) هكذا قلتها …
توقف الزمن للحظة … أدركت أن كلمتى قد وصلت إلى مسامعهم …
وسرعان ما تابعت : أريد محاكمة عادلة قبل الحكم بفنائى …
قالوا … ما نعرف للعدل معناً !!
قلت : فاسمعوا قصتى … ربما كنتم لها مقدرين …
رد كبيرهم وقد تملكه الغضب … قل ما عندك !
قلت : أنا مظلوم … وما أتى بى هنا سوى القدر …
تسائلوا : وما قصتك ؟!!
تنفست الصعداء … وأجبت بصوت خافت …
أعانى الوحدة والغربة وقلة الحيلة … أرفض مصادقة النساء … ولا أصادق من يفعل الفحشاء … لا أملك الكثير من الجرأة …والشجاعة … أخاف دائماً كلام البشر …
ولا أعرف كيف أكون صديقاً … سوى القمر … أسير عواطفى … أحب فى صمت …
وأعشق فى صمت … ولا أجد من يقدر أو يستحق … شريداً بنظراتى … جريحاً أنزف بالطرقاتِ …
طُعنت بخنجر الزمن العظيم … وتركنى وحدى أداوى جسدى السقيم … لا أملك من الفرح إلا قليلاً …
و …
توقفت بغتة عن الكلام … فطعنات الذئاب قد انهالت بالفعل على جسدى وسقط قلبى فى بئر النهاية … إلى الأبدِ … !