ككلّ مرة ومن جديد، سرى الخبر في المدينة كالنار في الهشيم، وليُعلم الحاضر الغائب.. أن القلب سيّء السمعة قد خُتم بالشمع الأحمر.. وأنه هذه المرّة لن تشفع له تبريرات ولا محام للدّفاع، لتبرئة المتّهم من جناية فاقت كلّ الجنايات، ألا وهي تجاوز العتبات وانتهاك الحُرمات والتّحريض على ارتكاب الموبقات.
قلب سيّء السمعة مفتوح للرائح والغادي بلا ورع ولا حشمة، تكفي الراغب بالدخول سيما الوجه ولحن القول لينال القبول.. وكم دفعت أصحاب الفكر والعقول لوثة الفضول لاستكشاف ما يجري فعادوا بخفّي حُنين وحيرة وقلقلة ما لاضطرابها سكون.
قلب تفوح منه ريح الشكّ والريبة.. وتُحاك في حجراته تحت اسم الانفتاح المؤامرات السرّية، ويتمّ توريط السذّج وتخريب عقولهم بأفكار خلّبية وأوهام برّاقة ودعوات للمحبّة الكونيّة غير المشروطة.. كلّ ذلك دون أي ترخيص أو وثيقة رسمية.
صباحاً، تنافست الصحف الصادرة في نشر الخبر بأكبر قدر من الأكشن والإثارة، وتصدّر الصحف الصادرة بالمانشيت العريض فغطى على حالة الطقس وسعر الدولار ومهرجان "كان" وزواج الأمير فلان .. وغيرها من الأخبار العالمية اليومية.
فوكر الفتنة قد أغلق أخيراً وللأبد.. وتمّ اعتقال كلّ من فيه بالجرم غير المشهود، ولا داعي لأية مشهدية أو إثباتات ما دام القلب أساساً سيّء السمعة.
بالمقابل.. نظرات الشماتة في عيون الجوار كانت تفضح انتصارهم في تحريض شرطة الآداب على اقتحام القلب وضبط من فيه بحالة تلبّس من غير لباس، فقد طال صبرهم على حالة الفوضى العارمة وأنهكهم التلصّص واستراق السمع وعدم وضوح الرؤية، فكلّ ما كان يجري في ذلك القلب بدا مثيراً للغرابة وغير مفهوم ولا يخضع لموازين المنطق والأعراف.
هكذا تقرّر .. انه سيتم استعراض حالات التلبّس بكامل عريها أمام حضرة المحكمة الموقرة ونخبة الجهابذة والقضاة ونزاهة الضمير الشعبي العام بكل موروثه التراكميّ العظيم لتأخذ العدالة مجراها كما ينبغي ..
وستنقل وسائل الإعلام كافّة حلقات المحاكمة مع وضع إشارة +18 ليكون القلب والعراة فيه عبرة لمن يعتبر.
يتبع....