تلك التي تراها الآن.. ليست هي على أيّ حال
اسأل صوتها الذي اخشوشنت رقّته ليصرخ بدل الهمس..
وكفّها الذي بترت أصابعه ليلكم بدل المصافحة.
اسأل القطبين في عينيها
دفاتر شعرها التي أستفادت من فراغاتها لتدوين مصروف الشهر وما بقي من العمر
لوركا وبوشكين ونيرودا ونازك الملائكة وقد علاهم في مكتبتها الغبار.
ليس ذنبها إن التبس الأمر عليك.. بثوب يتيم بهتت زهوره على جسدها الذابل لعشرين عام
وتظن أنك إن ناديتها باسمها ستلتفت
تظنّ أن الاسم وشم يأتي ويذهب مع صاحبه.
هذه الأوهام في رأسك لا علاقة لها بها.
ولا شأن لها بثوابتك على زئبقية أرضها.
علاقة باطلة تلك التي تقوم بين ثابت ومتحرّك.
وباطل ما تدعوه أنت حقّاً.