بين الألغام والأنغام حرف.
لا تعبد الله على حرفٍ
بل تعشّقه بحرف..
فينغرز حدّا "نون" الإنسان بناصيتك لتقاد حيث تحبّ وترغب بيد الحبّ.
ألغام حيثما تسير وتسلك.. مع لافتة تعمي عينيك.. "احذر الخطر"
سادرا لاهيا عن ألغامهم تغنّي كطائر الشّوك وترقص كطائر النّار
يتدخّل الخوف وربما الفضول متسائلاً:
أيّها اللغم الأخطر؟!
لكنك لم تعد تهتمّ لتسلسل الخطورة.. فقد راق لك اليوم أن تعتبر "التصنيف" أخطرها..
كنت خير من شهد خلال دراستك على ضرورة التصنيف لفهم التطوّر والوجود
وحين وصل "البلّ لذقنك" ولّيت فراراً من تصنيفاتهم.
على أي أساس يصنف البشر ونطلق على كل منهم اسم انسان؟؟
وفيهم السارق والزاني والخائن والكاذب و..و..
ثم لاحقك التصنيف سنين عمرك لمعرفة مذهبك وحزبك وبلدك .. ثم هل أنت مع.. أم ضد.
ولطالما وجدت نفسك كفأر في مصيدة .. كيفما أجبت سيكون هناك من يتربّص للطعن بانتمائك.
ما من نفس تشبه أخرى .. فكيف توضع كل هذه النفوس في ذات البوتقة ويحكم عليها جميعا باسم يجمعها.
وما كان بحسبانك أن ينتقل التصنيف للأدب وتتعالى صيحات الاستنكار الخالية من أي شاعرية:
هذا ليس شعرا
هذا مجرد سرد
راحت موضة الشعر العمودي.. آسفون ونعتذر منك
هل هذا شعر تفعيلة .. بكل هذه الكسور.. صنّفه مع النثر
مجموعتنا للشعر الحرّ.. جد لك مكانا آخر.
لا تكفي الموسيقا والفكرة لنعتبر هذا شعرا.. ما أفقره بالمجاز.
لا بقاء الا للشعر العربي الأصيل.. كل هذا صرعة وتزول.
فتنسحب على أطراف أصابعك .. لتجلس وحيدا في ركنك القصيّ ..
لأنك ببساطة من الخوارج عن التصنيف..
وما اندرهم.