ها أنت ذا بعد أن حطّمت قيدك منذ سنين بعيدة
كلما شهدت مظهراً من مظاهر الرقّ و استعباد البشر لبعضهم.. جسدا وفكرا ونفسا
تتلمّس أثر القيد في معصمك وتتخيله ينزّ دماً وصديداً.
يقول طبيب الجراح :
"إن من الجروح مالا يشفى ما دام صاحبه لا يريد".
أيها الطبيب.. ينقصك أن تكون حكيماً.
ماذا لو أنه يريد.. لكن القهر قانون بشريّ وسيّد مستبدّ .. وكلّ عبد على الأرض ظلّ المجروح وقرينه الأسود .. الذي لا يرتضي عنه افتراقا
ومرآة ممهورة بصكّ الوجع الإنساني الواحد
أما ذاكرته فصخر كتيم بلا مسام أو ثقوب.
ثمّ تقف أمام العبد عاجزاً ورغبتك بتحريره قيد آخر وأنت تسأل بلهفة :
هل تراه يريد؟!
ثمّ هل يستطيع؟!
وما بين الإرادة والاستطاعة الذاتيين يتنزّل مدد علويّ وجوديّ وطاقة تضاف لهما لاكتمال ثالوث الانعتاق.. عند من يطرق أبواب الحرية بالشوق.
أيها الإناء المترع بما فسد
افرغ لامتلاء جديد
ايها القالب الصلب
كن كالسماء بتشكيلات غيومها المتغيرة.. التي لا تنتهي ولا ترتضي الثبات
ذاك أيضا ما تريده الحرية من كل ناهد إليها متصعّد لسماواتها بالصدر الحرج.
الأحرار عمد الأرض يحفظونها من الاختلال..
لو وُجدوا.