زهايمر
على فراش الموت، راح الزهايمر يثرثر :
من منهن أنت يا امرأة ؟! هل أنت تلك الطفلة الحلوة التي ضبطني البستانيّ حين كنت يافعاً أقبّل تفّاحة خدّها في حرش الضيعة؟!.
أم تلك التي عقدت ثياب أخوتي الداخلية، حين كنت مراهقاً، لأصعد إلى نافذتها وأسترق النظر ؟!
أم تراك المرأة التي استدرجتني إلى سريرها وقضيت الليل بطوله تحته حين عاد زوجها مبكراً؟!
أو لعلّك تلك اللعوب التي أشهدت عليّ الدروب وأنا أتبعها كظلّها فتستطرد في إذلالي، لأحيا بين نارين، حبّها وفضيحتي أمام زوجتي؟!
قاطعت الصابرة ثرثرته بوضع حبّة المسكّن في فمه وهي تشربه الماء على مهل، ثم دثّرته جيّداً مقبّلة جبينه، وراحت تستعيذ من شيطان أوهام الزهايمر، وأمان مكبوتة ما كان لها أن تتحقق.