وللطاووس أحزانه

Folder: 
يُحكى أنّ





http://www.grsites.com/textures/ss_b/ss_b001.jpg "text="#F5F5DC">



  يحكى أن                يحكى أن                يحكى أن






وللطاووس أحزانه





حزن الطاووس وهو يرى ريشاته الملوّنة تتساقط واحدة بعد أخرى .



لم يخطر بباله يوماً أن هذا سيحصل



كان يعتقد أن القانون الإلهي سيطال الجميع إلاّه



وأن دورة الحياة تشمل  كل الكائنات ما عداه



وبكى بحرقة وهو يهمس لنفسه : أهذا هو أرذل العمر



( أين أيامي الخوالي .. أين كبريائي وغروري



إلى الأمس كنت لا أزال  أزهو على الجميع بذيلي الملوّن



أفرد ريشاته وأمضي إلى أنثاي .. فتهرع للقائي يجذبها اللون والمنظر



من كان مثلي .. في جمالي وحسن إبداعي



حتّى جاء هذا اليوم الكئيب ..   آآآآه  ... إنّه بداية النهاية



أيّ أمل بقي لي ؟ وما طعم الحياة وقد بدأت الطبيعة تسلبني ما وهبتني



إيّاه )



كان يبكي .. ويبكي ..  حزيناً .. مشغولاً عن الخلق والخالق



موصداً الباب على نفسه .. مستسلماً لأوهامه وهمومه



ولاحت منه فجأة  التفاتة ..



فرأى ابنه   - الطاووس الصغير -  بقربه



سعيداً بزغب الريش الملوّن ... ينمو كمروحة صغيرة على ذيله.



واختلطت لديه المشاعر والأحاسيس



لا يدري أيفرح أم يحزن



وقال لنفسه :



يا لي  من طاووس غبي



كيف لم أ درك الحكمة منذ البداية



كيف لم أعِ حقيقة استمراري ووجودي من خلال أبنائي



كيف ظننت دوام النعمة وأبديتها بالنسبة لي



لقد كنت في شغل شاغل عمّن أبدعني ..



وكنت أظنّ الفضل لي في هذا الجمال والتميّز



حتى أتتني العبرة عن طريق ابني



ثم دعى ربّه :



( الهي إذا ما وهبتنا نعمة وميّزتنا عن الآخرين بها .. فلا تجعلنا نمتلئ



غرورا... ونظن الفضل لنا في هذا .. ووفقنا لنشكر لك إنعامك علينا



*ثناء درويش*










View thana-darwish's Full Portfolio