قراءة الأمثال





أفكار              أفكار             أفكار









بعين صقرٍ ثاقبة .. تعلّم كيف تقرأ القرآن .. وكل كتاب مبين .. وما هو إلا أنت .. والآفاق و الكتب المقدّسة كافة



استنطق الأمثال فيه ..تخبرك بالحقيقة . أزح الستار عنها بيد مباركة تكشف لك عن أنوارها اللامتناهية



المختفية خلف حجب الحروف والكلمات. جرّب الغوص في أعماقها تنال دررها الثمينة . انفخ الروح في



صورها الميّتة .. يتفتح النّوار والنسرين في مدارج جنانها.



امسك بعصا موسى وألقه وتأمل تحوّل الجماد إلى حيّة أو – حياة- تسعى .



اخرج يدك من جيبك ولا تدعها في الظلام .. تخرج بيضاء متوهجة بالضياء .



لقد أُعطيت المفتاح الأول وهو – التأمل - .. ( رغم أنه بيده مقاليد السماوات والأرض ) ..فكن ذا لبّ .. وحرّر

النصّ من قيوده .. وامض في رحاب اللامحدود بروح لها ألف جناح فقد قال سبحانه: ( وتلك الأمثال نضربها



للناس  وما يعقلها الاّ العالمون)  .. وقال : ( وتلك الأمثال نضربها للناس لعلّهم يتفكّرون ) ...



ولا تظن أن استنتاجاتك بعد التأمل هي منك . لا ..  لسنا من يؤّل الكتاب .. لأن التأويل محفوظ لأهله .إنما هو

المدد الذي وصلك لأنك وجّهت جهاز الاستقبال عندك نحوه.. فرأيت غيضاً من فيض .



ولماذا سمي المثل مثلاً .. أي شبيها .. لتعيد الشبيه الى أصله والنسخة الى أرومتها الأصلية :( وعنده أم



الكتاب ).. وإذا تعذرت عليك القراءة .. وأقررت بعجزك .. امض الى معلّم يعلّمك الأبجدية أولا وتسير معه



خطوة خطوة على طريق الحقيقة .



وما أكثر ما يأخذ المثل شكل قصّة .. وأنت تقرأها وتعجبك لطرافتها .. وتكتفي بذلك . اسأل الروميّ عن مدارات



القصّة .. عن عوالمها الفسيحة .. يخبرك بالصدق .. لأنه من أهل الصدق .. وعد ( للمثنوي ) .. واستلهم العبر



من الأمثال المضروبة .. فهو مفتاح سحري لقراءة الأمثال .. واعذروني إذا أشرت إليه .. فمن الأدب والعرفان



بالجميل ان يشير التلميذ الى أستاذه ولو طال الزمن . وكل واحد فينا قادر ان أراد الله أن يصبح كالرومي ..



وأول درس نتعلمه هو الإخلاص للحقيقة .. كي تسفر عن ملاحة وجهها .. لأنها لاتحب الغرباء أو عابري



السبيل .. وما وصل من اتصل إلاّ لإخلاصه في مقام التوحيد

*ثناء درويش*














View thanaa's Full Portfolio