والعاقبة للمتقين

Folder: 
سرب يمام



  سرب يمام  ..                 سرب يمام                 سرب يمام











قال فرعون: أنا ربُّكُمُ الأعلى!



وقال الحلاج: أنا الحق!



وشتَّان ما بين القولين، مع أنهما باللفظ واحد



إنه كالفرق بين النفي والإثبات



وكالفرق بين الكفر والإيمان



ذلك أن قول فرعون من زور



وقول الحلاج من نور



قالها فرعون لمَّا طغى وبغى، واستكبر وعلا



لمَّا امتلك من القوَّة المادية ما ظنَّ أنه وحده القاهر القادر



فظلم نفسه بوضعها في مقام الربوبية



وقالها الحلاج لمَّا أحسَّ بعظمة الساكن فيه



لمَّا توحَّد مع الله، فانتفتِ الغيرية



حيث هو موجود، والباقي عدم



حيث هو حقيقي، وكلُّ ما عداه خيال



فيا مَن تعلَّقتم بأذيال الكلمة، وجرَّدتموها من محتواها



ويا مَن قتلتم الحلاج، وساويتموه بفرعون



حين قََصُر فهمُكم أن يصلَ لفكرة التوحيد



عاديتُمْ كلَّ ما جهلتموه



وكفَّرتم كلَّ مالا يناسب تقليدكم وإرثكم



وساويتم بين الموحِّد والملحد



أجلسْتُمُ الشياطينَ مجالسَ الأولياء



وأنزلتُمُ الأولياءَ عن مقاماتهم



تُرى غدًا، لمَّا على ربِّكم تُعرَضون



ويُكشَف عنكم الغطاءُ فتبصرون



أية حسرة وندم ستعيشون؟!



فلا رحمة تنتظرون



ولا عودة ترجون



ذلك ما استحققتموه عن جدارة



فذوقوا جزاء ما كسبتْ أيديكم



فكلُّ نفسٍ بما كسبت رهينة



والعاقبة للمتَّقين



*ثناء درويش*










View thanaa's Full Portfolio