مثل وممثول



أفكار              أفكار             أفكار







أساس التأويل الباطني نظرية جميلة .. هي نظرية المثل والممثول



حيث الوجود قائم على ظاهر وباطن .. لا قوام لأحدهما دون الآخر



الظاهر مثال ليوصل إلى الباطن المثل وفق تدرج نحو الأعلى وصولاً إلى موجد الموجودات جل وعلا



وحيث الله قد جعل خلقه على مثال دينه .. ليستدل بخلقه على دينه



ولها من معاينة الوجود أدلة



وشواهد من الكتب المقدسة والأحاديث الشريفة *





العقل سماء .. والنفس أرض ..  وبين الأرض والسماء عناق



السماء فم ..  والأرض أذن  .. وبين الفم والأذن بوح



السماء والأرض كانتا رتقا ثم فتق



كما النفس انبعثت عن العقل – أول إبداع –



وابتدأت الازدواجية أو التثنية *





كبيداء موحشة تمتد أرض النفس ..



أفواه الرغبة تنفتح وتغلق .. على أعماق الجحيم التي لا تفتأ تسأل : هل من مزيد



الألم وليد اختلال ميزان الرغبة التي لا تشبع .. وخلل في عالم الطبيعة بانحرافها عن الاعتدال



الحزن نتاج هجر بين الأرض والسماء .



تمتد الأكف إلى سماء العقل متوسلة



وعيون تبتهل بصمت تسأل الرحمة



فجأة ترسل سماء العقل بركتها والخلاص



ماء منهمر .. فإذا بأرض النفس "  اهتزت وربت وأنبتت  من كل زوج بهيج "  *





الماء بمدلوله الظاهري يطهر ويحيي  الجسد ..



والماء كرمز باطني هو العلم والحكمة  ليطهر النفس ويرقيها ويبلغها مرتبته



ويحيي الأرض بعد موتها " كذلك النشور "



قال تعالى : " وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا "



" وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبهم ويثبت به الأقدام"



فلو كان المقصود به الماء العادي لوجدنا المؤمن والكافر يشرب منه سواء



وفي المسيحية يعمد الوليد بالماء الطاهر  .. ليعني ذلك وهبه بركة العلم الروحي من عالم العقل – كما أرى –



مقارنة مع المدلول الإسلامي الباطني للماء *





وللماء أربع أنواع : منها ما يشرب ولا يصلح للطهر ..



ومنه ما يصلح للطهر ولا يشرب



ومنها ما يشرب ويتطهر به



ومنه ما لا يشرب ولا يتطهر به



كذلك العلم *





ويحدث أن تنقلب النعمة نقمة فإذا بالماء الطهور  في جهنم النفس  صديدا .. أو حميماً ..  أو كالمهل



وإذا به في عالم الطبيعة .. طوفان وفيضان



وإذا به ..  العلم الذي خرج عن الغاية الإلهية فانقلب وبالاً



*ثناء درويش*














View thanaa's Full Portfolio