سيدي الاسكندر





أفكار              أفكار             أفكار









سيدي الاسكندر .. ما الذي تريده مني ..  ولماذا يلاحقني طيفك لسنين طويلة



يلح علي أن أكتب عنك فأؤجل الأمر وأماطل وأعد ولا أفي



لكنك اليوم حاضر في فكري لا تبرحه



وقد أصبحت أمام هيمنة حضورك ملزمة بنقل ملحمتك كما أراها وأؤمن بها



قرون راحت تجر وراءها قرونا .. تعاقبت خلالها أجيال وأجيال



حضارات سادت ثم بادت ..



شخصيات لمعت ثم توارت



أحداث تركت توقيعها على صفحات التاريخ  لتتراكم فوقها أحداث



لكن صورة ذلك الرجل المعجزة ظلت لصيقة بالأذهان .. وبقي صدى أحلامه العالمية يتردد في المسامع أمداً



طويلاً .. كأنها تقول : إلي يرجع أساس فكرة العولمة كتوحيد عالمي لأخلاق وقيم ومبادئ العالم عن طريق



المحبة والصداقة والتعاضد ..



ولعل عظمة الاسكندر ترجع إلى قدرته على تأسيس أعظم إمبراطورية عرفها العالم القديم .. امتدت من حدود



ليبيا حتى البنجاب .



إضافة إلى أمر مذهل حقاً ..  هو أن تأسيس تلك الإمبراطورية تم خلال زمن وجيز .. لا يتجاوز ثلاثة عشر عاماً



اعتلى الاسكندر – الذي عرف فيما بعد - بذي القرنين – عرش مقدونيا عام 336. وله من العمر عشرون عاماً



ليبدأ حملته الآسيوية التي كان أبوه قد خطط لها قبل حادث اغتياله ..



مبتدئاً بالزحف جنوباً إلى اليونان ليفرض سلطة مقدونيا عليها .. ثم اتجه نحو الدانوب ليحمي تخوم مقدونيا



الشمالية , وعبر البوسفور عام 334 ق.م على رأس 30000 من المشاة و5000 فارس وفرقة اختصاصيين ,



ثم فتح آسيا الصغرى ليزحف جنوباً ويهزم دارا ملك الفرس عام 333 ق.م وليواصل زحفه إلى صور التي قاومته لتسقط عام 332 ق.م , ثم توجه إلى مصر



وأسس هناك الاسكندرية



. خلال هذه المسيرة انحرف الاسكندر من دون سبب عسكري ملح في اتجاه الصحراء الكبرى قاصدا معبد الإله أمون في سيوه حيث دعاه الكهنة باسم (ابن



أمون) ووضعوا على رأسه قناع الكبش ذي القرنين، وتحددت بذلك ملامح خطته الأصلية في إقامة دوله عالمية واحدة ترعى جميع الشعوب والأديان وتقدس



كل الآلهة



في عام 331 ق.م زحف شرقاً نحو الفرات حيث خاض معركة استسلمت على أثرها بابل وسوسا



, وفي عام 330 احتل عاصمة الفرس ثم زحف بعدها إلى أفغانستان وبلاد ما وراء النهر ومن ثم إلى الاسكندرية القصوى ( لينينا آباد )



في عام 327 ق.م قاد جيشه نحو الهند وكانت آخر معاركه هناك حيث هزم الحاكم الهندي – بورس – وأصبح حليفاً له



عندها رفض رجال الاسكندر التقدم أكثر , وعندما عاد إلى سوسا وجد الفساد والاضطهاد فقام بحملة عقاب شديدة



وكان قد بقي أن يخضع الجزيرة العربية واليمن ليجمع العالم بقبضته



لولا أن أصيب فجأة بالملاريا عام 323 ق.م ليموت قبل أن يبلغ الثالثة والثلاثين من عمره



وقبل أن يتحول الحلم إلى حقيقة



ولتبدأ إمبراطوريته بالتفكك في الحال تقريباً لعدة أسباب أهمها :



أن الإمبراطورية التي كان قد فتحها بشكل خاطف كانت أوسع من أن يحكمها شخص واحد



وأن مشاريعه كانت أضخم من طموح أي قائد من قواده



والمسافات الشاسعة التي حالت دون اندماج حقيقي كامل



وهكذا انقسمت الإمبراطورية إلى ثلاث ممالك : المملكة المقدونية – مملكة البطالمة- المملكة السلوقية .



حمل جثمان الاسكندر عنوة عند بابل إلى الإسكندرية – العاصمة – من قبل رجال بطليموس الأول , ليقبر هناك



عل الإسكندرية ترى المجد العظيم كما تقول الأسطورة :



" إن الأرض التي ستضم رفات الاسكندر ستنال مجداً عظيماً " .



أن تأمل عميق في محاولة أسطورية قام بها الاسكندر المقدوني (356- 323 ق. م) لإقامة دولة واحدة تشمل أقاليم من أوروبا ‏وأسيا وأفريقيا، وتمتد من



مقدونيا إلى الهند , مدعاة للعجب  , خاصة إذا عرفنا أن الإسكندر لم يكتف بهذا التوحيد السياسي، بل اتخذ وسائل أخرى لتوحيد العناصر ‏البشرية في هذه



المنطقة من العالم، مثل احترام جميع أديانها، والصلاة في مختلف معابدها، وتأسيس عدد كبير من المدن الجديدة ‏التي عرفت باسم "الإسكندريات " نسبة



لاسمه، ويقدر عددها بنحو 27 مدينة، بعضها في بلخ وصغديانا ، وفي أسفل القوقاز، وفي ‏مصر... الخ. وكان هدفه من وراء ذلك أن تختلط في هذه المدن



عناصر بشرية من السكان الأصليين مع الجاليات اليونانية ، لينشأ ‏من هذا الاختلاط ثقافة جديدة، تستمد أصولها من الحضارات السابقة. ‏



وهكذا صارت "الإسكندريات " بمثابة بوتقات علمية، تنصهر فيها هذه الثقافة الجديدة.



وقد حرص الاسكندر الأكبر على تطبيق هذه المبادرة على نفسه، ليكون قدوة لغيره حين تزوج الأميرة روكسانا الفارسية ، وأمر ‏قواده ان يفعلوا مثله



وردت قصة ذي القرنين في القرآن الكريم في سورة الكهف مع قصتين أخريين هما قصة رسول الله موسى مع الخضر عليهما السلام , وقصة أهل الكهف



الذين بقوا نياما في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا



الرأي الإسلامي  يجمع – للأسف - على أن الاسكندر كان ملحداً ً مارس الإدمان والشذوذ .. وكان ارسطو طاليس وزيره وأرسطو كان فيلسوفاً والفلاسفة



كفار مارقين على الدين – كما يرى البعض – وما أكثرهم



بينما الرجل المذكور في القرآن عبد صالح مكن في الأرض وأوتي من كل شيء سببا .. وتختلف الآراء إن كان نبياً أو لا .. وأنه كان في زمن النبي إبراهيم



عليه السلام وحج إلى البيت الحرام ماشياً



ويرى البعض أنه ربما كان كورش الأخميني



ويستبعدون أن يكون ذوا لقرنين هو الاسكندر لأنهم لم يعرفوا سداً بناه الاسكندر في فتوحاته  



إن مطالعة دقيقة لكتاب -  السياسة والرياسة -  الذي يحتوي على نصائح أرسطو الوزير لسيده الإسكندر في فتوحاته تجعلك تقف أمام فكر إلهي توحيدي



تؤمن بعدها أن ولادة نبي لا تكون من فراغ بل وفق تسلسل وراثي من الأصلاب الزكية إلى الأرحام الطاهرة



وتؤمن أن التوحيد لم يبتدئ من دور إبراهيم كما يرى ظاهر الإسلام .. وكأنه بذلك يعتبر آدم ونوحاً عليهما السلام مشركين يعبدان الآلهة



بل ابتدئ مع نفخة الروح بآدم .. فلم لا يكون الإسكندر نبياً موحداً من نسل نوح



هي همسة لمن يروي حديثاً عن الرسول يقول فيه :  " ولا أدري هل ذو القرنين كان نبياً أم لا "



أقول هي همسة تعلن رأيي : كيف تؤمنون برسول يقول لا أدري بينما يكون لدى الرسول علم الأولين والآخرين .



*ثناء درويش*












View thanaa's Full Portfolio