الإسلام







أفكار              أفكار             أفكار









الإسلام .. وقد أخذ يعود غريباً كما ولد .. تحقيقاً للنبوءة



الإسلام هو يفرغ من محتواه حتى يكاد لا يبقى منه إلا اسمه و" ينكفئ كما يكفئ الإناء بما فيه"



الإسلام .. وهو يبكي فراقاً بينه وبين المسلمين .. إذ هو في واد وهم في واد آخر بعيد



يبكي اليوم حزناً وأسى .. ويرثي أبناءه الذين لم يعرفوه ولن ...



وينتظر قدر الله في أمة اتخذته ذريعة وجعلته لعقاً على ألسنتها .. فتبرأ منها إلى يوم الدين



لقلة الديانين..



بين قوم ضيعوا شرعة الله ومنهاجه " ولكل جعلنا شرعة ومنهاجا " .. كأن التجديد يعني



نسف المبادئ التي دعت إليها جميع الأديان والرسالات .. ولا أظنها تتعارض مع التطور.. فليس العلمنة في



انتهاك حرمات الله ولا في التعدي عليها وتجاوزها تحت اسم الحضارة والانفتاح





وآخرون عبدوا النص واعتقدوه وأغلقوا بصائرهم عما وراءه .. فخلقوا هوة لا تردم بين رحابة الخلق والكون



والإنسان .. وبين ضيق حرفية النصوص .. وهم الكثرة للأسف .. فنفروا العالم من الإسلام الذي بات يحكم عليه من خلالهم .



ويرثي اليوم ..  أمة أريد لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس .. فتاهت بها السبل .. لما حادت عن حقيقة الدين وفحواه



وانكمشت وتقوقعت في فرق .. تظن كل فرق أنها مصطفاة ومختارة .. ووحدها الناجية والباقون إلى الجحيم



وبئس المصير



الإسلام وهو يرقب بعين دامعة أبناءه المفترضين يسوقونه سوقاً إلى النهاية المحتومة يصرخ غاضباً :



أفيقوا .. يا من تغطون في نوم عميق .. فإن عجلة الزمن لا تتوقف ولا تعود للوراء



انهضوا من رمادكم وركام أوهامكم وتلفتوا حولكم بجدية وانتباه .. فأحلام اليقظة ما عادت تنفع لهذا العصر



انظروا أية لعبة يلعبون بكم وأنتم كأحجار الشطرنج على الرقعة الصامتة تتحركون



وتساقون كالقطيع الذي يظن نفسه يمضي بنفسه ولا يرى الراعي الذي يوجهه كيفما يريد



تعبأون بالغضب وتشحنون بالحقد والضغينة والتمرد فإذا حانت الفرصة الحاسمة جاء جهادكم توحشاً وهمجية



وذاك العقل المدبر المخطط ينظر سعيداً من عل إلى فصول المسرحية تجري كما هو مقدر لها



وطبعاً بعد أن يكون قد أعطى العالم مسبقاً فكرة واضحة عن ذلك الإعرابي المسلم الهمجي في حدث مدبر



مثل 11أيلول وربما مثل ما جرى مؤخراً في روسيا  " ولا تستغربوا" .



فأين يتاه بكم وإلى أين تمضون وتعطونه بفرط جهالاتكم  فرصة لينفذ ما أمضى سنيناً يخطط ويبرمج له دارساً



نفسية ابن هذه المنطقة ونقاط ضعفه وعرف من أين تؤكل الكتف أقصد الذبيحة كلها لا الكتف فقط .



الإسلام .. وهو يودع كل قيمه ومعانيه الجميلة ليستودعها صدور من أوتي حكماً وعلماً .. يهمس :



" إلي أيها الباحثون عن الحقيقة لأريكم من عجائبي ما يفوق الوصف والتصوير



لأنني الدائرة الكبرى التي تحتوي كل الرسالات والأديان .. وبي حقيقة التوحيد



لأنني دعوة المحبة والعدل والنور الذي لا تطفئه أفواههم



لأنني الحكمة المستورة عمن استحب الضلالة على الهدى



لأنني التاريخ الذي تقرءونه بقلوبكم بين السطور ..  لا عليها



لأنني جئت أدعوكم إلى الحياة .. فاخترتم الموت



وها أني دعوتكم سرا وجهرا



غاضباً وهامساً



فما زادكم ذلك إلا نفورا



قولوا بأية صيغة أخاطبكم لتسمعوني



قبل أن يفوت الأوان "



الإسلام وهو يعود غريباً كما كان يذرف دمعتين .. وينتظر يوماً كان مشهودا

*ثناء درويش*








View thanaa's Full Portfolio