أبجدية





  منثور له                 منثور له ..                منثور له










  

أقرت النفس بوحدانيتك .. لمّا تمثلت سورة الإخلاص ..فكانت أول طريق الخلاص.  



بادرت عملها قبل أجلها ..وسعت لنيل رضاك بالعلم والعمل .



تأتمر بأوامرك وتنتهي بنواهيك .. لتضمن دخول أولى درجات الجنان .



ثُمّ ودعت عالم الوهم والخيال ..ودخلت عالم الحقيقة ..فشغلها الخالق عن الخلق.



جاهدت الجهاد الأكبر .. بالنهي عن الهوى .. والتزام طريق التقوى.



حتّى لاحت الأنوار .. من كوّة الأسرار.. ففرحت لمّا أتاها النداء :



خذي من دنياك ..ما تحرزين به رضى مولاك .



دقّت بابه بيد الشوق ..وبكت بدمع التوبة والاستغفار .



ذاب قلبها لهفة للقائه .. وتوقاً لوصاله ..  فتخففت لتلحق بالركب الذي سرى .



رأت بعين العين وسمعت بأذن الأذن  .. فكان لها ما أرادت .



زادت من الله اقترابا. . زادها التقوى والزهد في الدنيا .



سبّحت باسمه بكرةً وأصيلا ...يوافق سرّها الإعلان .



شدت إيمانها لحناً ترقّ لسماعه صمّ القلوب ..وشمّرت عن ساق الجدّ والعزم.



صبرت الصبر الجميل.. وهو من عزم الأمور .. وصدّقت بالحقّ لمّا جاءها .



ضمنت الجنّة التي وعدت بها .. لمّا ضحّت بدنياها في سبيل آخرتها .



طافت حول كعبة القلب .. ثمّ لبّت .. وتمسّحت بالأستار .



ظنّت بالله خيراً ..فظهر لها  الحبّ ظهورا .. ملأ العالم نورا .



عبدت الله كأنها تراه ..فإن لم تكن تراه فهو يراها .



غابت عن وجودها .. وتلاشت في أحديته المطلقة .



فُتحت لها أبوابه .. وقيل لها : ادخلي الجنّة التي كنت توعدين .



قالت : الحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ من الجنّة حيث نشاء .



كفّر اللهم عني سيئاتي .. والحقني بالصالحين .



لك الحمد ولك الملك ..لا شريك لك .



مشيت إليك ربّي .. على نهجك المستقيم .. لترضى .



نلت نعيمك السرمدي .. و لقيت الجزاء الأوفى .



هذه رحلة النفس الشريفة من المبدأ إلى المعاد .



وردت النار لتتطهر بها .. ( وما منكم إلا واردها ) . وعادت راضية مرضية .



يا رب .. وفقنا لمرضاتك .. والهمنا نعمل صالحاً.. إنك على كلّ شيء قدير





*ثناء درويش*








View thana-darwish's Full Portfolio