إلهي :





  منثور له                 منثور له ..                منثور له











إلهي :



عبثاً أبحث عن كلمات تليق بك .. لم يقلها أحد قبلي



كلّهم سبقوني ولم يتركوا لي ولو كلمة واحدة تخصني



وكلما ظننت أنني اكتشفت فكرة في الطريق إليك



أجد من يقول : لقد كتبها فلان منذ عصور



وعندما أصمت لأختلف في التعبير لك عن حبي



أرى الصامتون يتسابقون إلى أعتابك الطاهرة



قل لي كيف أقول لك إذاً : أحبك



أم تراك عامداً تريد  أن تتشابه أحاسيسنا ..  لتقرّ جميعها بتفردك



                            &



كلهم عشّاقك يا الله ولكن من تحب أنت ؟



وقد قلت على لسان كلمة من كلماتك :



( ليس المهم أن تحبوننا ولكن المهم أن نحبكم نحن )



                              &



لقد قلت يارب ّ : اطعني يا عبدي أجعلك مثلي حيّاً لا تموت



والمثل لغةً يعني الشبيه ولا يعني الأصل



فسأبقى العبد وستبقى الربّ



ولو أمضيت العمر كلّه في الطاعة



ولكن شتّان ما بين كلمة – عباد – وكلمة – عبيد –



فنحن لك عبيد كرهاً



وبالطاعة نغدو عباداً طواعية



وتمنحنا بركة اشتراكنا معك بديمومة الحياة



ما أصدق الأمل  .. وما أبعد المأمول



                      &



الهي : لا أذكر من قال يوماً : الحياة ورطة



ولا أدري كيف لم يستطع تلمّس نعمة الحياة



أو كيف لم يشعر أنّه منح فرصة فاتت غيره



لقد احتوى السائل المنوي لأبيه ملايين النطاف



وحدها النطفة التي شكّلته أعطيت حظّ اللقاح



فكان ثمرته ونتاجه



فإذا قيس عددياً  من منح هذه النعمة بمن فاتته لبدى الفارق مذهلاً



وهل الوجود كالعدم ؟ !



ومن ناحية أخرى



حياتنا هنا فرصة نحو حيوات أسمى وأكثر شفافية



وبعد كيف لنا أن نقول : إننا في ورطة



                            &



إلهي : مثلك الذي ضربته لي لأقرأه أراه مفتوحاً لأكثر من قراءة



وأنت من تضرب لنا الأمثال بينما تزجرنا ناهياً : ولا تضربوا لله الأمثال



نطفة واحدة تفوز بحظّ لقاح البويضة



وباقي النطاف تكملة للعدد .. إنما لاغنى عنها



الحكمة رسالة للجميع .. لكن واحد من بين ملايين يؤتاها كاملة



بحظ عظيم



ولا يخفى لغوياً أن كلمة أوتي .. لا تعني علّم



إنها رحلة الحياة لتحقيق الإنسان الكامل بالعلم والعمل



وكلّ مؤمن خلية فيه



حتى تتم الغاية من وجودنا



( يوم نطوي السماء كطيّ السجل للكتب )



ذلك تقدير العزيز العليم



                        &



إلهي أوصيتني قائلاً على لسان من استخلصت



من عرف نفسه عرف ربّه



ترى هل عرف الأولى هي نفسها عرف الثانية



قلبي يحدّثني أن عرف الأولى هي رحلة البشرية لحلّ لغز الإنسان



وعرف الثانية هي الإقرار والتسليم بالعجز بعد كلّ تلك الرحلة



أن لا إله إلا أنت



  

*ثناء درويش*








View thanaa's Full Portfolio