حنين



  منثور له                 منثور له ..                منثور له











لعلّي بكيت طويلاً .. وأنت تقبلني في جبيني مباركاً ومودعاً .. قبل أن تسلمني لمتاهة الطريق .



لعلي تشبثت بك كطفلة .. لا أريد عنك افتراقا .



ولعلك هدأتني لما أسررت لي بالأسماء كلها .. وأقنعتني أن الفراق لابد منه لأجلي .. لأجل منفعة لا يدركها



الصغار أمثالي .. وأنني حين أكبر سأفهم الغاية من وراء غربتي .. وأن لقاءنا السرمدي آت بعد وقت قصير ..



قصير .



تراني نسيت .. لما نأيت .. لما ساقتني خطاي لدار غير داري .



تراني تشاغلت عنك .. عن عهدنا الأول . عن يوم حلفتني – فحلفت – أنني لن أنساك أو أجعل معك في قلبي



شريكاً آخر. عن ميثاق وقعتني عليه بالقبول والرضى .



أجل نسيت .. وضاعت تلك الصورة الأولى .. في زحمة وهم الصور .



والآن أحاول استذكارها .. أغوص .. أغوص في أعماق ذاتي لعلها تلوح ولو كبرق خاطف .



لكن سمائي ملبدة بالغيوم .. وفوضى الذكريات تقف حائلاً بيني وبينها .



ورغم النوى ورغم اعتقادي – كطفلة -  أنك عني بعيد وأني بعيدة .. كنت أرى رسائلك الي أينما ذهبت



لم تنقطع رسائلك رغم انشغالي عنك وعن موطني .. بزخرف أرض جديدة .



وكنت أقرأها في عجالة .. لأدسها تحت الوسادة أو في حقيبتي أو في الخزانة



لا بل أنني أعترف أنني حتى  لم أفض غلاف بعضها ولم أقرأه  .



وأعود لأجري وأجري خلف السراب .



وأنا أسيرة وهم أني أفعل شيئاً مهماً لابد من إنجازه قبل فوات الأوان



وأتأمل الآن في رسائلك التي كانت تجيء بصور مختلفة وعلى غير ما اعتدنا في فن الرسائل أو طرق إيصالها



وككل رسالة تبدأها بالإعراب عن حبك لي .. عن أملك بأن أعود وأقرأ ما كتبت لي من رسائل تركتها دون



تأريخ ..  لأفهم أن الحال مستمر رغم توالي الأيام



ككل رسالة تشوقني لأيام لنا . وتحرضني على إنهاء ما أتيت لأجله لألتحق بك من جديد .



الآن أدرك - ولم يفت الأوان بعد -  أن لاشيء أهم من أن أمضي لرحابك على درب العلم والعمل .. أقصر الطرق



المؤدية إليك*

*ثناء درويش*








View thanaa's Full Portfolio