منثور له منثور له .. منثور له
عندما يطل وجهك .. مباغتاً يشهق القلب من الفرح ويمضي مرتبكاً يلملم تفاهاته وشؤونه الصغيرة المبعثرة هنا وهناك وأتمتم خجلة : ليتك أعلمتني قبل أن تأتي " كنت فرشت الخد وطاء على الثرى " كنت نثرت الورد على دربك وأنرت العالم بالشموع & عندما يطل وجهك هكذا على غير انتظار سريعاً يخلو المكان من كل ما عداك وتغدو وحدك السيد المهيمن الآمر الناهي تستحي أحزاني الصغيرة وتداري عنك وجهها - كأنك لا تعرف أنها موجودة !- يبرعم الأمل في زوايا الدار ويشرع النوافذ للضوء والهواء & تأتي .. من حيث لا أعلم في وقت لم أناديك به إلى مكان لا يليق بسيادتك فجأة تأتي يغمر الوجود نورك الغامر فيضطرب القلب ويزداد النبض ويجتاحني فرح صاعق : سيدي عندي ؟! أي خيال هذا .. وأي حلم إذاً .. لقد كنت بباله رغم تشاغلي عنه وأهمس له : نسيتك .. ما نسيتني بأي عين أقابلك حبيبي & وحين أرغب بتهيئة تقدمة تليق بك تجذبني من يدي وتقربني إليك .. موحياً : أن لا أريد إلا ذلك & وبعد أن يغيب وجهك بدهشة حضوره يتركني شبه منومة في أحضان نشوة غامرة تكفيني آثارها .. زاداً لقدوم آخر لك على غفلة
*ثناء درويش*
|
|