Author Information
الألحان الفارسية
Folder:
قراءات
قراءات قراءات قراءات
| سيرغي يسينين
أيها الحالمون مثلي .. يا من تحبون الشعر والموسيقا ويسري في عروقكم خدر لذيذ .. وأنتم تقرءون كلمة مجنحة .. أو تصغون للحن عذب تعالوا واطربوا معي لهذه الألحان الفارسية .. ترجمها بإيقاع ساحر د. مسوح مسوح لشاعر جاء بلاد فارس في أواسط القرن الماضي من روسيا في الشمال .. ليقع في هوى " شاغاني " و" شاغاني " ككل بنات فارس تواري جسدها النحاسي خلف الحجاب على عكس بنات روسيا اللواتي أبحن أجسادهن للشمس والهواء .. ويستهجن الشاعر إخفاء الجمال الحالم تحت طيات الخمار .. " فالخدود الحلوة الحمر حرام أن تغطى طالما كانت من الأم الطبيعة " و يحدث أن تغمز يوماً بعينها وتزيح خمارها الأسود فتسبي بزرقة عينيها قلب الشاعر الذي يسأل الصراف كيف يقول " أحبك " لمن يهوى أو يسألها قبلة . فيجيبه الصراف بحكمة فطرية أن الحب لا يحتاج لكلمات حين تزيح سواد الغطاء . وكان أن أنسته" شاغاني " حبيبته التي في بلاد الشمال يوم أطبقت يداها البجعتان كجناحين عليه لكنها تتوارى خلف الأبواب.. والعتبات عالية لا سبيل لاجتيازها وتنساب القصيدة لتحكي مشاعر الحب التي عاشها الغريب لفتاة خاراسان والعمر الذي تحول لروض مزهر إلا أنه " ما من حب هانيء " وهاهي ورقات الوردة تهمس يوماً له أن حبيبته تغازل غيره فتؤلمه الحقيقة ويعيش مرارة إخفاق الحب ثم لحظات الوداع المريرة وعودنه لبلاده وهو يحمل ذكرى تلك البلاد الساحرة و حب لا ينسى .. في وصف جميل لرحلة العودة على عربة تجرها الخيول على الثلج .. و حنين للهارمونيكا .. ولأرض الأب والجد .. للزحافات وأشجار القيقب وفي خاتمة القصيدة نتلمس مشاعراً تختلف عما ألفناه عقب قصص الحب الفاشلة من أسى ولوعة... لقد عاش عمره دائماً وفي كل قصة حب كما لو أنه في بدايات الطريق وتقبل لارتعاش الموت كمن أتاه هوى جديد مشاعر تنساب مثل الماء تقول : مـا أوضـح َ الكلامَ أحب الشعر .. لكن لألحانه الفارسية وقع خاص.. تجعل القلب يفيض شفافية ورقة
|
