استنساخ

Folder: 
يُحكى أنّ





  يحكى أن               يحكى أن                يحكى أن




http://www.grsites.com/textures/ss_b/ss_b018.jpg " width="68%">



http://www.grsites.com/textures/ss/ss118.jpg " width="90%">



استنساخ



    

ابتعدي عني .. من أنت ؟ أنا لا أعرفك .. حتى لو صرخت معلنة هويتك وهواياتك وبكيت مستنكرة إنكاري لك .



عطرك .. شممته في زحام السوق ألف مرة .. كذلك فعلت في دور السينما .. وفي الحافلات .. وأثناء متابعة المعاملات



وممارسة الروتين بكآبة .



شفتاك .. قطعتا بلاستيك .. مذ مضى عهد الشفاه الرقيقة الأشبه بورق الريحان .. وأتى زمن الشفاه التي رفعت فوق بابها



دعوة صارخة .. وأعلنت عن حضورها ووجودها .. واستعدادها للالتهام في أية لحظة .



عيناك ضاعت النظرة الخاصة لهما في عجقة التحديد والتلوين والتظليل .



جلدك وهو يلامس جلدي .. يسدل بيننا حجابا من وراء حجاب .. وليست الخلايا من تحاكيني .. بل الكريمات والملينات



والمعطرات والواقيات .



رسائلك .. قرأت عباراتها مرارا هنا وهناك .. تعيدني لأشعار نزار .. وأغاني كاظم الساهر .



ترجعني لكل ما قيل في الحب .. إلا إليك



من أنت ؟  تهجين غريب .. وخليط يذكر بزمن الانفتاح .. حين تضيع المعالم وتتلاشى ..



وما الغاية الوصول إلى الوحدة بل إلى المزيد من التشتت والضياع



أنت استنساخ متعدد .. يجمع عدة نساء في امرأة .. ولا أدري أي النساء أحب فيك .



إن كنت تفعلين كل ذلك لإرضائي .. فاعلمي شيئا واحدا هو أني لا أريد منك سوى أن تكوني أنت .. أنت .. لا أخرى لا



أعرف عنها شيئاً



وأقسم أني سأصلي للفطرة فيك .. للتلقائية والعفوية ..  دون بهرجة وزيف



وأقسم أني لن أرى غيرك .. حين يتجلى لي انسجامك روحا وجسدا



ربما حينها فقط تدركين .. ما يعنيه أنني وإياك " واحد "



في انتظار فطرتك



محب









*ثناء درويش*














View thana-darwish's Full Portfolio