شوق



أفكار              أفكار             أفكار









سُئلت –آمنة العلوية- التي أُتيح لها أن تدخل-إرم ذات العماد- :



كيف استطعت الوصول الى هذه المدينة فقالت :



( إن لمدينة الله أبواب يفتحها لمن يطرقها بيد الشوق )



نعم هو الشوق يحملنا على أجنحته



ويرحل بنا نحو عوالم خفيّة 00شفّافة ونقية



وحده الشوق يملك مفاتيحها



ويعرف شفرة الدخول0



بدون الشوق نبقى عاجزين نراوح مكاننا بأجنحة متكسرة



ولا يظنن أحد أنه قادر على الوصول الى إرم ذات العماد



التي لم يخلق مثلها في البلاد



التي حيّرت السابقين والآتين



بجمالها وجلالها



إذا لم يمتلئ قلبه



شوقا يجعله قادرا على تحمل مشاقّ الطريق .



في ((منطق الطير ((  لفريد الدين العطّار-أستاذ مولانا –جلال الدين الرومي –



نجد الطيور تعتذر واحداً بعد آخر بحجج واهية



عن متابعة الرحلة نحو _ السيمرغ _اله الطير



ولم يصل في النهاية الا ثلاثون طائر00



وقد عدموا الاجنحة والريش00وألم بهم التعب والوهن



بعد ان قطعوا سبعة أودية هي :



وادي الطلب—وادي العشق—وادي المعرفة—وادي الاستغناء عن الصفة



وادي التوحيد الطاهر—وادي الحيرة الصعب—وادي الفقر والفناء



وعندما لاحت شمسه لأعينهم00رأوا أنفسهم السيمرغ بالتمام



ورأواالسيمرغ أنه الثلاثون طائر



وحينها فني السالك والمرشد والطريق 0



إنه الشوق الّذي لايحدّ الذي جعلهم يتحملون وعورة الاودية السبعة



وهي أودية نلقاها في رحلتنا نحو ذواتنا 00رحلة نحو الداخل لا الخارج



والشوق يجعل قلوبنا كالمرآة 00ويجلو الصدأ المتراكم



ويعكس فيها كل ما هو شفاف وجميل



فلا حسد ولا غيرة ولا غضب ولا شهوة ولا نميمة



لا فرح ولاحزن ولا انفعال من كل ما حولنا



بل بهجة ونشوة غامرة



سكون واستسلام لذيذ



شفقة ورثاء على كل من فاته ان يعيش هذه الحالة



يقول الله تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )



نعم لاوصول الا بمجاهدة قوى النفس



التي لا تفتأ تشدّنا نحو الاسفل



وهكذا يقترن الشوق بالمجاهدة



لتحقيق الغاية والمرام في وصال الحبيب

*ثناء درويش*














View thanaa's Full Portfolio