أن تكون حرا
يعني أن يقف لك سدنة المعابد على كل درب.
أن يربضوا على عينك و أذنك و فمك و أنفك و جلدك ، لإحصاء الصادر و الوارد ، و حذار أن يخطر لك اللعب بميزان عدلهم المصنوع من قش الأفكار .
أن يحللوا بالريب عطرك و يحلوا بالأشهر الحرم سفك دمك .
أن يجعلوا الأرض حقول ألغام و السماوات شبكة تجسس.
أن يوقدوا بين الخط الأحمر و الأحمر نيرانه; سعير و سقر و جهنم و الهاوية و لظى و الحطمة و الساهرة نزاعة الشوى.
أن تكون حرا
يعني أن تحصى أنفاسك و رفات هدبك و خطواتك .
أن يقف الشرع باسم الناموس الخفي بحد السيف على بوابة حلمك .
أن يتغلغل إلى لا وعيك و يسلسل خارطة جيناتك لسابع جد.
أن ينسبك رغم أنفك لما عبد آبائك و يلبسك ثوب التبعية و يضع بعنقك حبلا من مسد الأقوال المنصوصة و المنقولة.
أن تكون حرا يعني أن تقع بين فكي كماشة أهل الدنيا و الدين.. و أنت المعصوب العينين ترى وحل مقاماتهم و تهتك عروشهم الهشة ، و يأبى رأسك أن ينحني و ساقاك السجود .
أن يخلعوا قبح وجوههم عليك لأنك المرآة القابلة لكل صورة ، و تلصق بك لعنة إبليس الرافض و كل شياطين اللعبة منذ العهد الأول إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.
أن تكون حرا
يعني أن تسلك كشعاع من سم إبرة.
ثناء درويش