زائر الليل
مِْل آخرَ الليلِ صوبَنا
الشياطينُ مغلولةٌ بأصفادِها
و صليلُ أفعى الرغبةِ أقعى منهكاً
لا شيءَ إلا الحبّ ههنا
فطرةُ الخلقِ تتغاوى في شفيفِ لبوسِها بيننا
تتنسّم عبقَ زهرةِ الغاردينيا الذي يغلّفُ الأثير
وتتمايل على رنيم سماويّ ينسابُ من بعيدٍ كرفيفِ ملاك
الليلُ ملكُ العشّاقِ لا اللصوصِ
وسكينته ملاذُ كلّ من أضلّه الحبُّ
فتعالَ .. تعال
نعيدُ له حرمتَه
وما استبيحَ من قداستِهر
نحنُ سدنةُ معبدِه
القابضون على جمرتِه
قلوبنا غُلفٌ كلوحٍ محفوظ
لا تغادر كبيرةً منه ولا صغيرة
بأمانةٍ تستودعُ كلّ آهٍ وكلّ احتراق
لنا وحدنا.. لنا فقط.. نارُه