ظلال
الظل 17
سعاد
نظرت من جديد لساعتي ، ثمّ سرحت في الدروب محاولة التخمين .. من أيّها سيهلّ طيفه.
كان الوعد قبل عشرين عاماً أن يأتيني على حصان أبيض، فارساً لا يشقّ له غبار، يأخذني معه إلى مدينة الاحلام بعد أن يتوجني بإكليل زهر جمع وروده من كل أرض مرّ بها في طريقه إلي.. ليعلنني أميرة الحبّ الخالد.
وفي كلّ سنة كنت أمحو تفصيلاً من اللوحة الحالمة..
مرة لا داعي لإكليل الورد..
ومرة بعدها ليس بالضرورة ارتداء الفستان الأبيض فالسعادة ليست ثوب عرس...
وهكذا وصولا لفكرة أن لابأس إن لم يكن شاباً، أو حتى إن أتى راجلاً لا على فرس تسابق الريح.
تغيرت ملامح الحلم تماماً، حتى اختصر بفكرة الزواج بحدّ ذاتها للخلاص من رعب قضاء ما تبقى من العمر وحيدة دون أنيس.
ثم بعدما ولّى زمن الأحلام، دقّ بابي راغباً.
لم تأت به الدروب الممتدة أمامي، فعريسي المنتظر الذي نذرت له انتظار عمر لم يكن إلا جاري الطيب الذي رفضته مراراً أيام صباي منشغلة بصورة نسجت خيوطها بأوهامي الجميلة .
هو أيضاً كنت عروس أحلامه الشابة، وقد راوده حلمه القديم بعد وفاة زوجته فجاء يتلمس لطف القبول..
آه كم غريبة هي الحياة
كيف لي أن أعلم حينها أن السعادة قاب قوسين .. وأنا أتطاول لأبلغ وهم شاهقها .
وكم ضيّعت عليّ وعليك من عمر يا فارسي الجميل.