الظل الخامس عشر / قابيل

Folder: 
ظلال

 


"ظلال"


الظل 15

قابيل


إن كان لنا أن نختار أسماءنا ، فقد اخترت اسم قابيل..

أظنها سابقةً لي في عالم الأسماء، فلا أظنّ أن أباًً أو أمّاً يرضى  أن تحلّ على الوليد لعنة هذا الاسم..

كما لا أظنّ أن أحداً سيختار أن يجسّد باسمه الشرّ كلّه .. فالكل يحسب نفسه الطيّب المظلوم .. الخير والنور .. أو بصيغة أخرى .. هابيل.

كنّا أخوين كقابيل وهابيل .. من ذات الصلب وذات الرحم .. جمعنا بيت واحد وفرقتنا الطباع..

هذا لا يعني أنني ولدت قاتلاً .. بل هم جعلوني مجرماً .. وربما هو بخصاله الأقرب للمثالية وجماله الأشبه بالكمال.

حضن أمي صار لأخي ولم أكن قد شبعت منه بعد ، فما أن جاء بعدي بعامين، حتى صار كلّ اهتمامها به....

مرة لأنه صغير

ومرة لأنه مريض

ومرة لأنه ضعيف 

و مرّة .. ومرّة .....

وهكذا أقصتني تماماً عنها... ليصبح الطفل في داخلي رجلا متمرداً يثور لأتفه الأسباب.

في عينيك أرى سؤالا  .. 

"أين كان أبي حينها؟!"

أبي كان كأبيه آدم .. يفرح بالتقدمة الأفضل .. فيثني على كل ما يفعله أخي والحقيقة أنه كان حقاً متفوقاً محبوبا والأهم أنه كان مطيعاً. 

أما أنا فيوبخني بسبب ولغير سبب.. فأرفض أسلوبه معي و أتهمه و امي بالانحياز .. مما يدفعه لضربي وحرماني فأزداد ضراوة كوحش كاسر....

وهكذا زرعوا الكره بنفسي حين عاملوني كالابن الضالّ .. و أجلسوا أخي على يمين العرش..


لا لم أقتل أخي يا سيدتي بالمعنى الفعليّ للقتل..

لقد قتلته في داخلي غيرة وحسداً.

حتى أنه مجرد أن يمرّ اسمه أمامي تشبّ النيران بداخلي و أود لو أقتله و أقتل نفسي رغبة في الخلاص.


 

أخي حبيبي ونور عيني الذي مات بالأمس بحادث سير في مدينة بعيدة...... سأظل أجلد نفسي ما بقي من عمري لأني كنت أشتهي أن يموت و أرتاح وما ظننت السماء تصغي لمجرم مثلي.؟!



View thanaa's Full Portfolio