الظل الحادي عشر / سولا

Folder: 
ظلال

 


ظلال


الظل 11

سولا


كان لأبي أرضان يفلحهما .  أرضه الغربية .. وأمي

- يا له من مستهلّ قديم لقصتك الحديثة يا سولا .. على فكرة ..  هل حقاً اسمك سولا أم هو اسمك الحركي أو المهني..

تضحك بمجون كأنها تلقّت عربوناً سلفاً من زبون يخلع على عجل مكتبه وهيلمانه و شاربيه و أمره و نهيه ويبقي ناره استعداداً لطعم مختلف.

أجل هو اسم إحدى عشيقات أبي التي تعلّق بها كأكثر من عابرة سرير .. ركلته بعد أن امتصت ماله مع ماء الشهوة .. وصادف أن رزق بي في أوج عماه.

ثم إلى ماذا تلمّحين يا أستاذة

هل تظنين أني أستحي من عملي وهو مصدر رزقي .. 

نحن نعمل في الضوء برخصة رسمية ..كما في كل دول العالم ..

بيوت الدعارة يا أستاذة ليست بنت اليوم .. لأنها مهنة قديمة جداً .. حلّت مشكلتين معاً

أولهما باعتبارها وسيلة لكسب العيش حين تغلق كلّ السبل أمام النساء..

 وثانيها تفهم لرغبات الجنس الآخر .. الذي يكون دائماً وراء قدومه إما شبق الذكورة أو كبت قديم  أو فضول اكتشاف الأنثى خاصة عند اليافعين.

- عفواً .. لست هنا لأقاضيك أو لتبرري لي .. أنا كاتبة وأعتبر كتابتي ناقصة ومواربة إن لم ألج عوالم الستر والخفاء .. كما عوالم النور.

- يا أستاذة .. لا تولد امرأة بنت هوى.. ولو وجدت هواء نظيفاً ما هوت.

لم يكن بنيّتي أن أكون سولا التي ترينها الآن بحمرتها الفاقعة كدعوة صارخة للجنس ..

كنت مثلك في طفولتي أعشق القصص والروايات وأهرب من مجون أبي إلى رحب فضاءاتها..

أنا لم أرث العهر عنه كما يقول عني أهل قريتي .. لكن دروب الانحراف تنفتح فجأة حين ينحرف  من يفترض أن يكون قدوتي فتقوده شياطينه لسريري بدل سرير أمي.....

اذهبي يا أستاذة وأغلقي الباب وراءك .. فلدينا عمل مكثّف اليوم.. و بيتنا يثبت وجوده مع الزمن باستقطاب أكبر رؤوس هذا البلد.. 

شكرا لأنك تجرأت على دخول بيتنا المشبوه.. 

وأنتظر أن تهديني نسخة مت كتابك حين صدوره .. ولا أعدك أن يتاح لي ان أقرأه.. فالعمل كثيراً ما يشغل عن المقال.



View thanaa's Full Portfolio