الفصل الثالث

 

 

 

الفصل الثالث



لا يستوي التجديف الأول و التجديف الأخير على الكبير، و بينهما ربع قرن أو أكثر،  إلا بكونهما إقرار ضمنيّ بوجوده و دعاء بطريقة ما ولو تلبّست لبوس الكفر.

كنت أبكي و أستدرّ عطفه كصعلوك متمرّد بقهري السافر..  "لو كنت موجوداً أرني قدرتك، و انت الغنيّ عن دعائي تراني ولا اراك.  

 بكل عجزي أصرخ و أركل الجدران، وكان ألمي كحصرم لم تعتقه شمس التجربة بعد، وحيد في بلاد الصقيع، غنيّ بثقافتها الاشتراكية، أقدّس لينين و ماركس أكثر من أيّ عمامة في بلادي. 

لكن كل ذلك التقديس لم يشفع لي أمام هويتي العربية الملعونة. 

لا حفظي لأشعار عرّابها الخالد و لا صور عظمائها على جدران غرفتي.. جعلت المحقق يقتنع بصدقي و براءتي و استنكاري لتهمة ملفّقة.

ثم فجأة يتدخل اللطف الخفي، يفتح كوة في النفق المظلم و يسحبني كشعرة من العجين، وسط ذهولي الذي استحال لردّة دينية..  لا تشبه دين قومي على كل حال.

 

 

View thana-darwish's Full Portfolio