الفصل الثاني عشر

 

 


شهادة حبيب


تعرّفت عليها حين كانت في السنة الثالثة من دراستها الجامعية. 

ترمي على شعرها شالاً وردياً..  يستر اليسير من شعرها و يترك الباقي للضوء و النسيم.

كنت قد تخلّفت عدة دورات عن دراستي، وكدت أستنفذ فرص التقديم، مما يستلزم التحاقي بالخدمة العسكرية.

حارني أمرها في البدء..  كيف اتفق أن تضع بعنقها صليباً - لاقى انجذاباً بداخلي لتحيّزي لمسيحيتي رغم تحرري من قصة المذاهب و الأديان - و بنفس الوقت كل ما فيها يشي أنها مسلمة. 

التقت عيوننا من بعيد عدة مرات و اجتاحتني صعقة الحبّ التي كثيراً ما قرأت أو سمعت عنها. 

تجرأت  بعد فترة و رحت أبادر بإلقاء التحية .. أو سؤالها عن بعض مقررات الدراسة. 

شالها بعد تعارفنا ، راح ينحسر عن رأسها فتربطه بعنقها..  ثم رأيتها بدونه ذات صباح مشرق. 

الحب كالنار إن سرت في الهشيم..  ما الذي يوقفها..  هكذا و جدتني و جهينة متورطين بحب جارف غير آبهين لانتماءاتنا المختلفة. 


ما حدث بعد ذلك يفتت الصخر من الأسى. 

تعرضت جهينة لهجوم وحشي من أخيها في حرم الجامعة ، لم تدر كيف استطاع الاستدلال على مكان وجودها، و ألقي القبض عليه زمناً، ثم أفرج عنه بعد كتابته تعهد خطيّ بألا يتعرض لها ثانية.

فعاد لبلدته بخفيّ حُنين. 

ثم تتالت المشاحنات بيني و بين أهلي بشأنها ، مما جعل علاقتنا مهددة بالفشل ! فلا نكاد نتصالح حتى نتخاصم من جديد. 

أقسم كنت مستعداً ان أتزوجها مستغنيا عن رضا أهلي ، لكن حلمها الأبدي بالسلام كان غريمي وقد آثرته علي.


 

View thanaa's Full Portfolio