شهادة حبيب
تعرّفت عليها حين كانت في السنة الثالثة من دراستها الجامعية.
ترمي على شعرها شالاً وردياً.. يستر اليسير من شعرها و يترك الباقي للضوء و النسيم.
كنت قد تخلّفت عدة دورات عن دراستي، وكدت أستنفذ فرص التقديم، مما يستلزم التحاقي بالخدمة العسكرية.
حارني أمرها في البدء.. كيف اتفق أن تضع بعنقها صليباً - لاقى انجذاباً بداخلي لتحيّزي لمسيحيتي رغم تحرري من قصة المذاهب و الأديان - و بنفس الوقت كل ما فيها يشي أنها مسلمة.
التقت عيوننا من بعيد عدة مرات و اجتاحتني صعقة الحبّ التي كثيراً ما قرأت أو سمعت عنها.
تجرأت بعد فترة و رحت أبادر بإلقاء التحية .. أو سؤالها عن بعض مقررات الدراسة.
شالها بعد تعارفنا ، راح ينحسر عن رأسها فتربطه بعنقها.. ثم رأيتها بدونه ذات صباح مشرق.
الحب كالنار إن سرت في الهشيم.. ما الذي يوقفها.. هكذا و جدتني و جهينة متورطين بحب جارف غير آبهين لانتماءاتنا المختلفة.
ما حدث بعد ذلك يفتت الصخر من الأسى.
تعرضت جهينة لهجوم وحشي من أخيها في حرم الجامعة ، لم تدر كيف استطاع الاستدلال على مكان وجودها، و ألقي القبض عليه زمناً، ثم أفرج عنه بعد كتابته تعهد خطيّ بألا يتعرض لها ثانية.
فعاد لبلدته بخفيّ حُنين.
ثم تتالت المشاحنات بيني و بين أهلي بشأنها ، مما جعل علاقتنا مهددة بالفشل ! فلا نكاد نتصالح حتى نتخاصم من جديد.
أقسم كنت مستعداً ان أتزوجها مستغنيا عن رضا أهلي ، لكن حلمها الأبدي بالسلام كان غريمي وقد آثرته علي.