شهادة صديقة فيسبوكيّة
كنت قد قرأت شيئاً بهرني باسم "زهرة الكادابول" عبر موقع التواصل الاجتماعي، ولم أكن قد سمعت يوماً بهذه الزهرة.
أعرف آراء معظمكم بالأسماء المستعارة، لما يوقد أصحابها من نار مستعرة.
لكن لي رأي آخر....
فقد فجعتني أسماء لامعة بدونية و خسّة و ذهلتني أسماء مستعارة بفكر حر و مدارات رحبة.
لا يمكن الحكم دون محك.. وليس كل المكاتيب تقرأ من عنوانها....
تبعت فضولي كعادتي و بحثت بدءاً عن هذه الزهرة عبر محرك البحث في غوغل.. فعرفت أنها زهرة نادرة موطنها الأصلي سيريلنكا ذات رائحة أخاذة تتفتح لساعات في الليل ثم تموت مع الفجر.
سريعا أرسلت لها طلب صداقة......
سريعا وافقت......
سريعا صارت صديقتي الأثيرة رغم فارق السن.
كل الأسئلة تبدو خرساء بلا إجابة حين تتجاذب الأرواح كجنود مجنّدة تآلفها هو مغناطيسها الأقوى.
حكت لي بعدما تحادثنا عن نفسها.. أحلامها.. الجدران الصمّاء والقلوب الغُلف حولها.. حلمها الإنسانيّ الأبهى،
فوجدتني مأخوذة تماما بجمال روحها في عصر جلّ اهتمام الفتيات فيه بإقامة العلاقات و تتبع صرعات الموضة.
حين يجود عليك القدر بهكذا فطرة سيكون خيانة ان تفرّط بها.. فرؤاها واضحة رغم حلكة الدرب...
لذلك وجدتني أعطيها رقم الهاتف و عنوان بيتي في العاصمة.
ما لم يخطر ببالي أبدا ، أنني سألتقيها لأول مرة بهكذا ظروف....
لن أنسى ما حييت تلك الليلة الباردة المظلمة التي رن بها هاتفي وكان المتصل رقماً مجهولاً.
لكنني لن أنسى أيضاً أنني كنت بوابة عبورها نحو حلمها رغم الشرخ الذي أحدثه دعمي لها في علاقتي الزوجية.
في النهاية...
إخلاصنا لإنسانيتنا هو الأبقى.