شهادة مديرة المدرسة الابتدائية
جهينة؟! .....
طبعاً أذكرها تماماً ، و أذكر طفولتها كأنها لم تمر عليها كل هذه السنين.
لطالما عجبت كيف اجتمعت الجرأة و التهذيب بآن في هذه التلميذة، و كيف اكتسبت محبة أقرانها و تمنت كل واحدة أن تكسب ودها.
تتساءلون كيف بقيت عالقة في ذاكرتي؟!
ربما لضفيرتين سوداوين بشرائط بيض تتقافزان كأرجوحتين أثناء لهوها و تستكينان في دعة خلال الدرس.
ضفيرتان حجبتا بين يوم وليلة بحجاب يظهر وجهها القمري الصغير من خلاله.
كان ذلك في مطلع العام الدراسي .. جهينة في الصف السادس الابتدائي تصحبها أمها للمدرسة على غير العادة.
أسألها بود.. أليست صغيرة على الحجاب.. حرام ان تخنق الضفائر الطفولية بسلاسل الممنوع.
تجيب الأم بانكسار..
بالأمس بلغت، و صارت جهينة محسوبة على النساء، لن يقبل أخوها أن تلهو بعد اليوم في الحارة ولا أن تأتي للمدرسة و تعود لوحدها.
أصيح مستنكرة.. إن قطرات من الدم و برعمي صدرها لا يكفيان للبتّ بقصة البلوغ.
فما زال أمامها سنوات من النضج النفسي و حينها لها حرية أن تختار ما يناسبها.
لا تلام أم جهينة ، ولا آلاف الأمهات خلعن عن أجساد صغيراتهن مراييل المدرسة ولا ستر لهن سوى الزواج.
فقد ربين كما رضعن و التاريخ استنساخ أبله.
بالمناسبة........
أين صارت أراضيها.. وهل ما زالت تذكر مديرتها العجوز.