الفصل الثالث

 


شهادة صديقة


كانت صديقتي المقرّبة .....

لا أدّعي أنني كنت أفهم تماما هذيانها عن الحرية، فقد كنت بطبعي هادئة أميل للسكينة و الرضا، اكتشفت بعد زمن أنهما خوف مبطّن يرتدي ثوب التسليم. 

كانت ترتجف بحضني إثر كلّ صدام مع أخيها، يعقبه ضرب مبرّح، و كم نصحتها ألا تعانده أو تقف بوجهه إذا ما ثار. 

كنت أخشى افتضاح أمرها و تمنيت لو أخبرته أين تذهب كلّ يوم او تكفّ عن فعلتها.


هي تعرف تماماً أنه تحرّش بي يوماً، ولولا دخلتْ فجأة لما تورع عن مساس عفّتي.

و تعرف اكثر من ذلك....... 

فالعطر الرخيص على قمصانه لا يكتم خبراً. 


أتساءل بعد كل هذا الزمن الذي أراوح فيه مكاني..  هل كان سيصدّقني لو أخبرته الحقيقة.. 

أنها كانت قد سجّلت بدورة حاسوب، و اقترضت مني رسم التسجيل، و أنها كانت تنتظر ذهابه للعمل، لتمضي نحو نافذتها الوحيدة على العالم.

View thanaa's Full Portfolio