شجرة الزيتون
قصة : الدكتور طارق البكري
docbakri@yahoo.com
التقى عصفوران صغيران على غصن شجرة زيتون كبيرة في السن ، كان الزمان شتاء 00
الشجرة ضخمة ضعيفة تكاد لا تقوى على مجابهة الريح 0
هز العصفور الأول ذنبه وقال :
لقد مللت الانتقال من مكان إلى آخر 000
يئست من العثور على مستقر دافئ 00 ما أن نعتاد على مسكن وديار حتى يدهمنا البرد و الشتاء فنضطر للرحيل مرة جديدة بحثا عن مقر جديد و بيت جديد 00
ضحك العصفور الثاني وقال بسخرية : ما أكثر ما تشكو منه وتتذمر 00 نحن هكذا معشر الطيور ؛ خلقنا للارتحال الدائم ، كل أوطاننا مؤقتة 0
قال الأول :أحرام علي أن أحلم بوطن وهوية 000 لكم وددت أن يكون لي منزل دائم و عنوان لا يتغير 00
سكت قليلا قبل أن يتابع كلامه : تأمل هذه الشجرة ؛ أعتقد أن عمرها أكثر من مائة عام 00 جذورها راسخة كأنها جزء من المكان ، ربما لو نقلت إلى مكان آخر لماتت قهرا على الفور لأنها تعشق أرضها 00
قال العصفور الثاني : عجبا لتفكيرك 00أتقارن العصفور بالشجرة ؟ أنت تعرف أن لكل مخلوق من مخلوقات الله طبيعة خاصة تميزه عن غيره ؛ هل تريد تغيير قوانين الحياة والكون ؟ نحن – معشر الطيور – منذ أن خلقنا الله نطير و نتنقل عبر الغابات و البحار و الجبال والوديان والأنهار 00
عمرنا ما عرفنا القيود إلا إذا حبسنا الإنسان في قفص 000وطننا هذا الفضاء الكبير ، الكون كله لنا 00 الكون بالنسبة لنا مجرد خفقة جناح 00
رد الأول : أفهم 00 أفهم ؛ أوتظنني صغيرا إلى هذا الحد ؟؟
أنا أريد هوية 00 عنوانا 00 وطنا ، أظنك لن تفهم ما أريد 000
تلفت العصفور الثاني فرأى سحابة سوداء تقترب بسرعة نحوهما فصاح محذرا:
هيا 00 هيا 00 لننطلق قبل أن تدركنا العواصف والأمطار 00 أض%