العصا .. و مآرب أخرى
أداة الإشارة إلى القمر لن تكون قمرا ..
و الشعراءُ ، يشيرون ملوحين بالعصا حول مركز المعنى ..
ولا يصيبونه !! أما الغاوون فلا يرون إلا العصا ..!
والعلماء وإن كانوا يرون العصا ويرون المعنى إلا أنهم يكتفون بالخشية وشئ من الإيمان .. !
أما العارفون فإنهم يرون المعنى ولا يرون العصا ولا يكتفون بالحب وحده ..!
ألا إن الكلمة هي العصا و إنها قشرة من الحرف والمحروف ..
أثر ظل وصدى صوت .. تهتز كأنها جان .. ليس لها إلا أن تشير فحسب ،
إلى عين مركز الوهج حيث روحانية المعنى الذي لا أين له و لا كيف ولا كم و لا حجم
_________________
أنــعــش الأنـــس بـقـايــا زنـبـقــات مـن صـبـايـا
فــاسـتطـالـت ثـم صـارت ســدرة فـي مـنـتهـايـا
كــلـمــا هــازرت غـصـنا نـلـت مــنـهـا مشـتـهـايا
وانــذرى نـبـضــي فــراشات عـلـــى طــور جـذايـا
تــلـسع الخـطــرات وجــداني فـــتـهــتـاج الـحـنـايا
ما الذي أنـشـبـت يــا ذا الــبرق بــيـني كـــالـشـظـايـا
كلـمـا أومــضـت راشــتـنـي وحـلـــت فــي الـحـنـايا
أخـطــأت نـفـسـي فـــذابـت فـي الــضـراعـات يـدايـا
فــاعـجـبـوا مـن كـسـر قـلـب جــبــره جـرح الخـطـايا
صــاح بـالـدنــيـا فــضاقـت مـــن حـوالــيـه الـزوايا
وســعــوا الــحـلـقـة حـولـي إنــنـي مـلـق عــصـايا
وارقُــبُــوا يـا قـــومُ قــولـي واتــبــعـنـي يـا فـتـايا
أسـطورة أنـت لكـني أصـدقـهـا كـلا مـطلسـمة من غـير تـأويل
مـثـل الأيـاقـين والأحراز أقـبـلها مـجهولة الوفق عـاذت بالمجاهيل
إن كـنت جنـية أو كـنت سـاحـرة أو كنت حـورية من غيهب النيل
كـوني فـإنك ذات الأنت في هوسي أحلى الـحـقائق أو أحـلى الأباطيل
مـن وسع الـبحر في عينيك أطلقني فـي أفـقـهـا كفـراشات الـقناديل
يـا آيـة طرقـت عظمي تـناغمني وحدي على لـغة ال وحدي وترتيلي
آمــنـت والله أن الله مــطــلـع مني على الخطرة الأخفى وتخييلي
مـا شـاء بحانه للحسن مـغنطني بالحسن فـانجذبت عـفوا تـفاصيلي
لعلي بـاخـع عـمري وجـهـدي عـلـى آثارهــم لـو كـان يجدي
فـهل آسـى على عـمر عـزيـز عـلـي أذلـه لــيعـز بـعـدي
تــدك سـنـابـك الأيام عـظمي فـيـقـدح بـالمواهب صدر زندي
وتـخـتنق المطامح فـي عـروقـي فـيـصـبح كل عـرق قـيد مجد
أهـاجر عـنك يـا وطـني لـيقوى لـديك العـذر في نـسـيان عهدي
قـصـدتك قـلـت تـدرك ما أداري وتـشـري رونـقي فـأبل كـبدي
وقـد أوصـدت بـابك دون نـشري فـلا تــفـتحه في إعصار ردي
فـــإنـي كنـت أمـسكـه رجاء ومـا أطـلقـتـه إلا لــزهـدي
سـأحـفظ نـار عـزمي في جلـيد مـن الصبر الجميل وليس عندي
لـتـنصفني إذا مـا صرت لـحـدا كـثـير مـنـك إنصـاف للحـد
ســقــيـط مـن سـماء الـروح مــذبـوح الــشرايـيـن
تـــجـاذبـت الـخـطـى مـني دروب الــطـيـش والـديـن
فـلا اتـبـع الـهـدى قـلــبـي ولا هــمـز الـشـيـاطـيـن
شـراع فـي خـضم الــدهـر يــنـشــرني و يـطـويــني
أمــرالــيـتـم يــاربــاه يـتـم الـروح فـي الــطـيـن
عـجـبـت وقـد مـحـوت الـشك مـاذا بـعـد يــشـقـيـنـي؟
فـيـا قلـبــي وقــيـت الـسـوء حــسـبي مـا يـلاقـيـني
إلام أظـل فـــي ضـعــفـــي أطــيع وأنـت تـعـصـيني
أتـوب فـــتـنــبـش الـتـذكار والــتـذكـار يــشجـيـني
فـطـورا تــلـزم الــتـقوى دروب الــطــيــش والــدين
إلـهـي مــن خـلـقت الــقـلب قــلـبـي كــاد يــرديـني
أزل مــن صــدري الآثــــام واغــسله بـــيـاسيـن
عـيـونك أورثـتـني مـبهـمات تـعـبـت وما وجدت لها جـوابا
قـعدت مـقاعـدا لـلسـمع مـنهـا ومن يـقـعـد فـإن له شهـابا
أرى الأهـــداب ترفع سـتر نـفسي لتسكب لـسـعها إبرا عذابا
تـنافـذ من خـلالي في خـلالي وتهتـك عـن مخـيلتي الـحجـابا
فــأحسـبـني وأحسـبـهـا كليل وإصـبـاح قـد التـقـيـا فذابا
عـدني فـعـندي وعدك الـمكذوب حلـم أذوب علـيه وهـو يـذوب
يــبدو ولايدنـو فـما أدري أتـى أم أن قلـبي قلـبـه مـقـلـوب
أدري بـأنـك مـخلفٌ لـكن فــي حــال الـتوهـم قـد تمر طيوب
عـدني أرى عيـنيك قـربي مـرة عــدني أراهـا مـرة وأتــوب
عـيـناك لـؤلوتان رف سـناهـما فـتكـشفت حين الرفـيف غيوب
أدركت ما جـذب الفراش وما الذي يفـنيه وهو مـعذبٌ وطـروب
ودريـت مـا يــدريـه إلا أنني لـم أدر كـيف إلى هداي أثوب
كم تـبت من أني أتوب مـن الذي قـد تـبت منه كـأنني مغصوب