...
كــأن حـمـامـتـيـن بصــدر غصـن رفـيـفـهـمـا يـمـيل بـــــه دلالا
لمحتـهــما فأجفلتــــا كأنــــــي وخـزتـــهـمـا وأبـقـيت النــصـالا
فـنـبـهـتا إلـــي تمــــام بـــدر تـلـفـت كاشــــفا عــني الظـــلالا
رأيـت عـيـونـهـا وجـهـا لوجــــه ويـــا سـبــحان مـن بـرأ الجـمــالا
رنـت بــهــمـا إلي فـقـلـت هــذي رأت عـظـمــي ونـبـضـي والخــيــالا
لهـــا ثــأر عــلي قـضـته ضـعفـا وألـقـت فـوق نــهــر الصــدر شــالا
وجــدت لبــرد نـظـرتـهـا سكـونـا تـسـربـني وطـــوقـــني اشــــتمالا
ألم يــك حـسـب عيـني مـن سـناهـا كـرؤيــتــهـا عــلى البـعــد الهــلالا
يـغالـبـني نـزوع فـراش قــــلبي لهـــــالات الجـــــذى إمـا تــــلالا
إذا مـا جــذوة شـهـقـت بــــواد إليـــهـا خــــف واطــرح الرحــــالا
يطـوف بـهـا ويـهـرق مـن بــكاء نـــدى الألوان يـسـألهــــا الوصــالا
فـيـا ذكـــرى أهـاجـت ألف ذكـرى وأذكـت أربـعـيـنـاتـي اشـتـعـــــــالا
لمــــاذا الآن فــي ثلث أخـيــــر مــن العمـــــر ابـتـدرت لي النـــزالا
أبـعـد مـشـيـب ريـشي وارتضـائي نـضــوجـا حـــل مـوســـمـه وحـــالا
وكـنـت غـداة عشـــــريني أباري مـليـكة نحـــلهــا الأعـلى مجـــــــالا
أروض من المهــــا من لم يرضـها فـتى غيـــــري وأستـبــــق الغــــزالا
أذيق عيـــونهـن عيــون شـعري وكانت خمـــر صــــبوتنا حـــــلالا
هلالا كـنـت في أفقـــي عزيــزا وحــــولي كـانت الدنيـــا احــتـفـالا
لمــاذا الآن والغـربات شـــــتى عـلي ولم أطــق مـنــها احــتمـــالا
أقـيمي قــبة الأحـــلام عنـــي فـإن الأمـس قـــد أمســى محــــالا
ولا أرجــوه عــودا أجـل عشــق فشـــر العشــــق ما قهر الرجــــالا