مليون أحبك يا بلد . . وأقيف عشانك متحد
* *
مين عنده زى وآطاتْ حقولنا المشمسة
مين عنده زى نيلنا وعيونه الناعسة
ممدود على الغابات حنان ومؤانسة
مين عنده مليون مربع ميل ، وقادر يحرسها
مين أرسى للحريات أصول ، ومؤسسة
سودانا من قبل الخلق
ديمقراطيته كانت مدرسة
وكان فى التفرد بتحسد
* *
وعشان عيونك يابلد
بكت المدامع وصبَّبت
لامن رأت حالة بنيك المضهبين
ما اتحملت
الغربة ، و السفر الطويل . .
والرجعة ليك اتأخرت
لاكين عزاها بأنه إسمك
كان فى الشمس ،
حين دورت
حطت رحالها على مدارك
وفوق ترابك ارتمت
والدنيا من حولك
ضياءً نورت
كل المدن فى مجد عرسكْ
بالحلىِّ اتجملت
والكون وقف ،
موكب مهيب ،
متله العيون قط ما رأت .
زهرة بنفسج فى عيون العاشقينك
قد نمت
ونما الحنين الِّليك
وفطفط فى الكبد
وهتفت بى صوت مواصل ، ومضطرد
مليون أحبك يا بلد * * مليون أحبك يا بلد
وأقيف عشانك متحد
* *
ورجعت بى أدب المنافى
وبى أهازيج السجون البائسةْ
كل المرافى اتغيرتْ
والكان زمان بتقيف معاىْ ، . . اتبدلت .
قالوا المراكب شرقتْ
واضحت حكاوى الحب ، أغانى مسيسة
وبصقت فى وجه النوافذْ
والأزّقة العابسة
قالوا المراكب شرقت
الدنيا عدّتْ من مدارها
وعن مدارك حَوّرت
ولأنى أصلاً فى جذورك منتمى
أقفز فى حضنك وارتمى
أعتز بيكى ، وبين ضلوعك أحتمى
وتجينى من جوّايَا
أصوات صفوف اتلازمتْ
مليون أحبك يا بلد
وأقيف عشانك متحد
* *
يانـى البحبـك يا بـلد . . وكونى منك مفخرة
يا ذات الشمائل قد سمت . . ذات الصفات النادرة
يا أحنى أم ضمت بنيها . . وظلت عليهم ساهرة
ترباية بالكلمة الحنونة . . وبالعيون الزاجرة
إن بزُّوا إنتى هى السند . . وإن غلطوا كان بتمدى يد
(فى الدنيا لو يظهر بطل . . بيقولوا سودانى اتولد)
ما ضعنا أبداً ، ما اتونينا. . ولا اتكلنا على أحد
سودانا كان فى عيونا جد . . ونخيلو ظل الهاجرة
وصحارى تضهب سائرا . . وسماه دايما ماطرة
فى نيلو ابترد الجسدْ . . طاهرين ليوم الآخرة
يكفينا إنك طاهرة . . . وإنك مقدسة للأبد
وعيونا منك لا عمتْ . . لا الثورة فينا بتتخمد
فى ريفنا أو فى الحاضرة . . تستنى أول بادرة
من حلفا حتى الناصرة . . تشعل لهيبها المتقد
مليــون أحبك يا بلد .. وأقيف عشانك متحد
سأظل عشانك متحد
قصائد اخري للشاعر