في البدء قال الواهمونْ
يا للسعادةِ بيتُ صاحبنا القرنفل,
قاعُ منزلهِ البهارُ, وسقفُه الغيمُ الحنونْ
يا حظَّه التهمَ الصدور,
مراكض الزلقِ المريحِ وعبّ أنهارِ
العيونْ
نصبته حاناتُ النبيذ وأعينُ السمارِ
بهجةَ يومِها الباكي على وترِ الشجونْ
وأعُدُّ.. كمْ أكذوبة عني يقول الواهمونْ
* * *
ناقوسُنا التهَمَ الصباحَ من الصباحِ إلى
المساءْ
فترنحت مقلُ النهارِ ودبَّ في الألقِ
العَياءْ
يا صندلَ الليل المُضاء
أفردْ قميصَ الشوقِ حين تطلُّ سيدةُ
النساءْ
فالمجدُ جاءْ
وتناثر الأحد الصبيُّ يهزُّ أعمدةَ الغناءْ
لو زندُها احتملَ الندى لَكسوت زندَكَ
ما تشاءْ
ثوباً من العشبِ الطريِّ وابرتين من
العبيرِ وخيطَ ماءْ
بلور ضرعك يا عصيرَ الريح سال على
النوافذ والزجاجِ
مطراً كدمع الشمعِ يغسلُ مدخلَ
الكوخِ
العتيق من السياجِ إلى السياجِ
قلبي تعلق بالرتاجِ
أتدقُّ لحظةَ قربها حانت شراييني
ارتوَتْ
قلقاً وكدْتُ من الهياجِ
أهوي أمزقُ زركشاتِ ستائري الجذلى
وأعصفُ بالسراجِ
الساخرِ المجنونِ يرمقني ويضحك في
ارتعاشِ
هذا الرشاش...
ما صد جُنْحُ يراعةٍ تلهو وما حبس
الفراشْ?
أيعوق مَقْدَمَها النسيمُ وهذه السحبُ
العطاشْ?
وألملم الحاكي وأرفع زورقَ التحف
الأنيقة والرياشْ
ليخرَّ صرحُ مباهجي الواهي, ليحترقَ
الفراشْ