مُنْصَرِفٌ عن نَفْسِهِ قُرْبَ الغَدِير
بيت
أَمامَ النَّافذة
رجلٌ يقولْ: الرِّيحُ على مَقْرُبَة
رَجُلٌ
يُقْفِلُ البابَ، يقولْ: البَحْر
............
امرأةٌ
تحرسُ النَّارَ
تُنَقِّطُ أَطفالاً يُشْبِهُونَها
على مَقْرُبة.
وجود
ثلاثةُ دروبٍ
تربطُ البيتَ بالعالَمِ
آخَرُ بالقَلْب
ثلاثةُ قلوبٍ
تنبضُ بالبيت
آخرُ - أَخيرٌ بالعالم
.......
دروبٌ
دروبٌ
قلبُ امرأة.
فتوق
أَكْثَرَ يُرِيدُ الرَّجُلُ من الحُبِّ
تُريدُ امرأةٌ من الرَّغْبَةْ
يريدانِ
أَعْمَقَ مِمَّا يَكُون
أَيْضَاً يطلبُ البيتُ
يذهبُ الدَّرْبُ
يرغبُ العالَمْ
أَكْثَرَ، تُخْذَلُ اْمْرَأَةٌ في الحُبِّ
يذهبُ الرَّجُلُ في الرَّغْبَةْ
يبقَى مُتَوَّجاً للحَاجَةِ
البيتُ
أَكْثَرَْ
يريدان
أَعْمَقَ مِمَّا يكون.
مذاق
ليسَ مِنْ حاجةٍ للكلامِ ولا للسُّكوت
وَضْعُ فَمِكِ على آخَر
وَضْعُ فَمِي في ذاتِ الآخَر - فيه
على هيئةٍ تَخُصُّ طائِراً
لم يُوْلَدْ بَعْدُ
على نَكْهَةِ عطرٍ يَتَخَلَّق الآنَ
من عِنَاقِ زهرةٍ بَرِّيَّةٍ
تُوَسْوِسُ لأُخْرَى
ونَحْلَةٍ تَعُضُّ على مَذَاقٍ مُخْتَبَرْ
ليسَ مِنْ حَاجَةٍ لغناءٍ لنحيب:
رغبةُ القمَرِ المُذَابِ على قشرةٍ
من لِحَاءِ غُصْنِ شَجَرَةِ العِنَبْ
رَغْبَةُ اللَّوْنِ الخالِصِ
في عنصرٍ مَشْبُوهٍ
من عناصرِ العصيان؛
وَسْوَسَةُ الأَنْفِ للآخَرِ
في براعةِ سَهْوٍ مَدْلُوقٍ
على مساحةِ صبرٍ لاهثٍ وحريقٍ مكبوتْ
ليسَ مِنْ حَاجَةٍ لِشَيْءٍ
ليسَ لشَيْءٍ بتاتاً
لنا
للحنينِ
لِـ ماذا
فقطْ.
لَذَّةْ
سَماءٌ تحيِّرُ الرَّاكبَ البحرْ
مراكبُ تُبدِعُ الدَّوائرَ
حيثُ البعيدْ
حريقٌ يعودُ بكَ إلى البيتْ
تعودُ توهِّطُ الخشبَ
تولِّعُ الرُّوحْ
ضوءٌ يعيدُها إليكَ
تذهبُ منكَ البعيدةُ
يأتي غَريقْ!.
بعضُهنَّ يقيمُ عندكْ
بعضُهنَّ يلتقينَ بكَ
في زوايا الوجودِ المُعْتَمَةْ
بعضُهنَّ لا يضئنَ لي
بعضُهنَّ
يحملنَ ثأراتٍ ويُهْرَعَنَ
مُصْطَفِقَاتٍ بأوديةِ الروحْ
بعضُهنَّ تحت وطءِ الجبلْ
لا يحتمينَ بشَيْءْ
بعضُهنَّ مَلَكْنَ قلبَكَ
بعضُهنَّ ذَبحْنَه
بعضُهنَّ كشفنَ عُرْيَكَ
بعضُهنَّ: أنا وأنتْ.
تَحرُّشْ
يقولُ الرجلُ : أنا امرأةٌ - يحبُّها
وتقولُ كذلكْ
بينما
في الدَّاخلِ العميقْ
تعرفُ أنَّها تعشقُ النملَ
ويحبُّ السكَّرَ
مُنَقَّطاً على فَمِها
بلسانِهِ المدرَّبِ على تسلُّقِ المَهَاوي الزَّلِقةْ
يَعْلَمَانْ ..
يقولانْ ..
.. بينهما عودُ الذُّرةِ المائلِ
والظلُّ المستقيمْ
لهاثْ
كأنَّها تَقتربُ من البابِ
تسمعُ دقات قلبِكَ
أو
كأنك في انتظارِها
تَحْضُرُ طيورُ الضُّحى
وتَصْطَفُّ على النافذةْ
........
ساعةٌ من الصَّبرِ
غابةٌ من الهديلِ والشقشقةْ.
سألحقُ بكْ
تتعَبُ الصُّورةُ من نَهْرِ أبيكَ
يَغْرَقُ من أعلى ،
من السَّمَكِ المُلقَى على الرَّملِ
من حَوَافِّ البيوتْ
تَتْعَبُ مِنْ مَرْأَى مراكبَ لا تلوِّحُ
من عصافيرَ منهكةٍ في يديكَ
ليسَ يناديكَ نبعٌ
تتعبُ
لا تؤاخيكَ عذوبةْ.
كالبُذُورْ
قد تكونُ ثمارُها مُرَّةً
وجذورُها
ضاربةً في الخفاءْ
لكنها – ذاتُ سِرّْ
هذه الشجرةْ
هذه المنهوبَةُ المنكسرةْ.