صديق صالح ضرار : الحب الموت . . أم الموت الحب



وإليكِ - سيدةَ النساءِ - أتيتُ ،

مهموما من الأسفارِ

كلُّ مدينة كانت تَحطُّ على فؤادى ،

حزنَ صبيتها ،

وتخطِف متعةَ الترحال منِّى

ما ندمتُ . . سوى لأنِّى -

قد فقدت العطرَ

. . والحبَّ المغنِّى

وانهمار الضوء

من خلف العيون السودْ .

أسقطت عن قلبى

التباريح السقيمة

يقظة الأحلام

. . رائعة النهار .

انتظار بزوغ هذا الفجر

فى الليل المكفن بالجليد

وقد انتظرت حلول عيد

وأويت – سيدة النساء –

إلى عيونك . . صبوة –

ما بال حبك

رغم هذا الطرد . .

والتشريد

والنفى المؤبد

ما بال حبك لا يبيد

كنا مع الأسفار نهزج فيك أغنية ،

تغطينا من العبث الطفولى الخبيث ،

وكانت الأخلاق

نودعها مآقينا ،

. . فتعلينا ،

ونعبر آخر الأنهار

نحو حصنك ،

- متعبين –

مليكة أنت . . ،

وحراس على الأبواب ،

يؤذن بالدخول لغيرنا ،

ولنا انتهاء

وابتداء فى التسكع

من جديد

يا صحوة التاريخ غيلينى

فإنى فى هواك فتى مريد

متحفز سيفى ،

وممتطى جوادى

فلا أخالك تغفلين

ولأنتِ ، سيدةَ النساء ، مليكةً ،

من أجل عينيها

سأُشرعٌ السفنَ القديمةَ ،

- آخر الأنباء قالوا : -

لا الهوى يحلو

ولا العشقُ المؤقتُ ،،

لا التحدثُ خلف زجاجِ نافذةٍ ،،

يطولُ ،،

ولا ارتعاشاتُ الشفاهِ ، . .

وقبلةُ الموتِ الأخيرْ .

وتجيل سيدة النساء الطرف نحوى

فالحب قافية . . وسجعة أخرى

أنال بها المحبب ،

لا . . ولن أستجدى سيدة النساء

أنا المغير . . أنا المغير

إن كان حبك سافرا خبأت

خبأت حُق العطر

تحت وسادة للشمس ،

خبأت التجاعيد ،

تلونت كل الحقول . . وأزهرت

فلنا التحدى والدخول

وتجيل سيدة النساء الطرف نحوى

كانت تجيل الطرف نحوى

ولها عيون المستحيل

وذوو الفضول

يتراجعون . .

لأن هذا الموت

يقبل فى شتاء قارس ،

  فى الصيف يقبل قاسيا ،

ويجىء هذا الحب فى كل الفصول





---





يوليو 1981 م

View sudan's Full Portfolio