مصطفى سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين سلفاب.
من مواليد قرية ود سلفاب ـ الجزيرة ـ عام 1953 م
يقول : لدى سبع شقيقات وأخ شقيق واحد توفى فى عام 1970 م ، وكان عمره سبعة وعشرين عاماً وكان يكتب الشعر ويغنى وتنبأ منذ وقت مبكر بأنى سأكتب الشعر أيضاً وأغنى أفضل مما كان يغنى .. وكان صوته جميلاً .. وفى حوالى عام 1965 وفى مناسبة زواج أحد أبناء القرية من فتاة فى قرية " العيكورة " وفى الحفل الذى أقيم فى هذا الزواج سمعت مغنياً من القرية شارك فى الحفل يشدو بأغنية شعبية ميزت منها فى ذلك الوقت " الفريق أصبح خلا .. جانى الخبر جانى البلا .." وملامح اللحن كانت مشحونة بالعاطفة .. وفى لحظة صفا ذكرت لشقيقى المقبول ملامح اللحن والمعانى التى تدور حولها القصيدة وأخبرته أن هناك إحساساً قوياً يهزنى فى هذا اللحن وهذه المعانى وقد وافق ذلك فيه ظرفاً نفسياً خاصاً فكتب نص أغنية " السمحة قالو مرحّلة ".
أثبت هذه المعلومة إحقاقاً للحق وتوضيحاً للغموض الذى قد يحسه من لهم صلة بالأغنية القديمة عندما فاجأتهم الأغنية الجديدة .. كانت أول كتاباتى بعد أن توفى شقيقى " المقبول " وأول قصيدة مكتملة كانت فى رثائه .
درس الأولية والمتوسطة " المدارس الصناعية " وكان مبرزاً حيث جاء ثانى السودان على مستوى الشهادة الفنية ... لم يواصل فى المدارس الفنية حيث إلتحق بمدرسة " بورتسودان الثانوية " ومنها لمعهد إعداد المعلمين بأم درمان ، حيث تخرج فيه وأصبح مدرساً بالمدارس الثانوية العامة .
إلى جانب ما أشتهر عنه من ممارسته لهواية الغناء ، أيام دراسته بمدينة بورتسودان ، كان موهوباً فى مجال الرسم وفنون التشكيل ...عندما لم يسمح له أثناء عمله بالتدريس بالإلتحاق بمعهد الموسيقى والمسرح قدم إستقالته وعمل فترة مصمماً للأقمشة بمصنع النسيج ببحرى
إلتحق بمعهد الموسيقى والمسرح وأكمل خمس سنوات بقسم الموسيقى " قسم الصوت " إلاّ أنه لم ينتظر حتى ينال شهادته الأكاديمية .
تزوج وخلف بطلان " سامر وسيد أحمد " له من الأخوات سبع وشقيق توفى عام 1970 م " المقبول " وهو شاعر غنى له مصطفى .
عانى من المرض كثيراً فقد لازمه الفشل الكلوى مدة طويلة " 15 عاماً" أجرى خلالها عملية زراعة كلى بروسيا أواخر الثمانينات إلاّ أنه تعرض لإنتكاسة جديدة بداية عام 1993 بالقاهرة وإنتقل منها للعلاج بالدوحة حيث ظل هناك يباشر عملية الغسيل الكلوى ثلاث مرات اسبوعيا .
كان نفسى أقول لك من زمان
في نهاية السبعينات وبينما كان مصطفى عليه رحمة الله يقلب فى اوراق
صديقه الشاعر صلاح حاج سعيد اذ به يجد نصا مليئاً بالشجون يتكون من
ثلاثين مقطعاً فاعجب به ايما اعجاب الا ان صلاح حاج سعيد اخبره ان هذا
النص تحديداً موجود لدى الفنان محمد وردى لاكثر من خمس او سبع سنوات
فلم يهتم مصطفى بعد ذلك بها.
وبعد سنوات وتحديدا فى العام 1983 سال مصطفى صلاح عن ذلك النص القديم
وهل لحنه وردى ام لا فاجاب صلاح بالنفى .
عندها طلب مصطفى من صديقه ان يسال وردى عن النص ويستاذنه فى انه يريده لنفسه
, ليس تقليلاً من مقدرات وردى اللحنية كملحن بارع ولكن يمكن ان لا يكون النص قد وجد
هوى لدى محمد وردى خاصة وانه كان طويلاً جدا .
وبالفعل اصبح النص لدى مصطفى
بابـيـاته الثلاثين ومقاطعه السته وبعدها شرع مصطفى فى تلحينه
وبعد ان اكتمل العمل اسمعه لصلاح الذى تفاجأ بالاغنية لان مصطفى
قلص الثلاثين بيتاً الى اغنية فى حدود 15 بيتاً دون ان يختل بذلك النص او المعنى
, فأخذ عليه رحمة الله بيتين من المقطع الاول وثلاثة من الثانى ومثلهما من الثالث
وبيتين من المقطعين الرابع والخامس وثلاثة ابيات من المقطع السادس
ليكون المجموع 15, بيتاً فدهش صلاح لان النص الجديد كان مترابطاً جدا
كانما كتب ككتلة واحدة ولم يؤثر عله الحذف واللصق والقطع
وهذا انما يدل على مقدرات مصطفى كشاعر مدرك لكينونة النص .
اضافة لذلك فقد كان اللحن غاية فى الروعة والجمال مليئاً بالتعابير الرائعة
هذه هى قصة او سر الاغنية التى كانت عند وردى 10سنوات فغناها مصطفى فكانت اجمل ماغنى
هل عرفتم ماهى انها بالطبع كــ.....
كان نفسى قولك من زمان
بالكاتمو فى سرى ومكتم فى حشاى مدسوس سنين
كان نفسى قولك من زمان بالشايلو فى عينى معزة وفى القلب
ريدا يخاف الغربة والشوق والحنين
زاملنى زى خاطر الفرح وكتين يقاسم الهم عذاب
وقتين مدامعى تكون جزا وتفتح مباهج الليل ظنون
****************
كان نفسى قولك من زمان
سطوة محاسنك عندى ما كسرة جفون وكت العيون تعبرنى زى خاطر المسا
سطوة محاسنك ما الرخام الفى الحرير وكت الثغير يفجعنى بى حرفاً قسا
سطوة محاسنك عندى وكتين كبريائك ينهزم لى طيبتى بى لفظة حنان
وكتين مشاعرك تنسجم فى عمرى تنفح قلبى بى رعشة امان
سطوة محاسنك عندى وقتين شوقى يصبح فى هواك.. ليل عزة ما بتعرف هوان
*****************
كان نفسى قولك من زمان
عينيك وحاتك غربتى وأهلى وبلادى الفيها ضائع لى زمن..
عينيك وحاتك شوقى لى زولا ولوف.. من بعدو ساب عينى سهن
وأنا كنت دايرك من زمان أشرح حكايتى معاك الِـف
أحكيك وأزيد القول ولف وأتمنى لو قلبك عرف كان من زمان
من قبل مافى قلبى يتحكر زمان الفرقة فى جرح لأسى
من قبل ما حرف الحقيقة الحلوة يتبدل عسى
ويصبح امانى كتيرة فى خاطر الحنان
كان نفسى اقولك من زمان