أقول إذا تفرّد وجه قولي ورف عليه نور كبريائي
وقد نزلت خيول الشعر عندي على رفٍّ توهّج بالضياء
أقول بأنها ومضت وشقت كنار البرق أنسجة الفضاء
بوجه ينبض الإعجاز فيه خطير الحسن ناريّ البهاء
إذا كان الجمال له نظيرًا فقد فاز الجمال بلا مراء
تشب محارق الخدين فيها على لهب توضّأ بالدماء
يريق الليل كان الليل موجًا تلاصق أنجمًا تحت الرداء
وسال سنابلا سودا وأغفى على الكتفين من فرط الحياء
وكنت أخاف منه إذا تدلت بأفرعه قناديل المساء
فمن عجبي مددت إليه كفًا معذبة تراعش في عياء
تزيح دناءة الأبصار عنه وترسم فوقه قُبَل الدعاء
أقول، وما أقول، ولي بيان بريد الشأو سحريٌّ الأداء
قويٌّ حين أرسله صلاة معلقة على شُرف السماء
أقول بأن حظى منك شعري ومجد الشعر أخلق بالبقاء
أقول عبرت هذا العمر أغفى لديه مساهر السحُب الظماء
وماتت فيه أرملة الليالي وشابت فيه سيدة النساء
وقفت مراهقًا وجلست شيخًا بباب الشعر أسأل: ما جزائي؟!
جمال حارت الألباب فيه تقطع دونه نفَس الرجاء
ومال لا يحدّ وليس يحصى تسير بذكره سفن الفضاء
تقدم ذا جزاؤك غير أني على فقري رجعت إلى الوراء