غيـابـات الخليـل : يحي فضل الله

بالأمس .. كان غناؤنا عذباً

و كنت تتخذين قافيةً  

لها طعم التواصلِ .. و التبادلِ بين قمحٍ و خصوبة

فلماذا تأخذين الآن شكلاً يرتدي لغة الظهيرة

يقتفي ظل الفجيعةِ  

تختفي منه العذوبة؟

إنها اللغة التي عمقت فينا التداعي

و غلغلت بين العظامِ  

تزامن الوجعِ المعبأ بالضياعِ ... و بالرطوبة  

فأخترنا من بين الزحام

خرائط الفرح الملون

بالطبول العازفات مقاطعآ تنمو علي عين الحبيبة

بادرتني هواجسي

فأستعرت من الشوارعِ عظمةً كانت تحدقُ في الحياةِ

و تعتريها الأمنياتْ

و سمعتُ من مدنِ الخرابِ حكاية الآتين منك

يلعقون السمّ

من شفةٍ تدندنُ بالرخيصِ من التباكي .. التشاكي 00 الأغنياتْ

فيا بنتُ المسافةِ والرجوعْ

و يا بنتُ الخريطةِ و الدموعْ

إذهبي مني 00 تمنِّي

و أمنحي القلب التجلِّي

و غادري اللغة التي ظلت تموتْ

أغرزي فيّ الثباتْ

الله يا وجعآ تمدد في العشيةِ 00و الصباحْ

الله يا حلمآ تناثر بين افواهِ الرياحْ

و يا طفلةً ظلت تفتشُ عن ضفيرتها

تحدقُ في حطامِ الأمسياتْ

سافري

سافري

سافري

سافري 00 فيّ 00 شموسآ و وتر

عمقي جرحي اقترابآ و سفرْ  

لأغنيكِ التماسك

أبتغي منكِ الوصول

أمنحي القمح الخصوبة

أمنحيني نفسي 00 دون خوفٍ 00 دون همس

وأمنحي المدن الدليل

فيا طفلةً ظلت تفتشُ عن ضفيرتها

بين دمعٍ 00 و رحيلْ  

هل يكون الموت نوعآ من تآلف

في غياباتِ الخليلْ ؟  

View sudan's Full Portfolio