إلى الخرطوم من بعد اغترابِ وبعد بِلَى الشهيّ من الشبابِ
وما الخرطوم داري غير أني غريب حيثم حلت ركابي
غريب في بلاديَ سوف يفنى غريباً في سباسبها سرابي
وآثرت الكتاب على خليل يرائيني بأصناف الكذاب
وألفيت الكتاب يلوح منه جبين الله في الظّلَمِ الرِّهاب
يحدثني عن الأشباه ولّوْا فحولي معشر مثل الذئاب
أُحِبّ النيل ذا التيار يطمو ويلطم جانبيه بالعباب
سمعت بكاءها والعمر غض يعللني بآمال عذاب
وعزّاني بكاءها والعمر غض يعللني بآمال عذاب
وآواني الرضا في سِتر بيتي من الأهواء والإحَن الغضاب
ومن صور ألاقيهن صُورٍ من القبح انتقبْن بلا نقاب
أحب النيل زمجر ثم لجّت سواقيه الشجية في انتحاب
وبين السُّنط في الأسمال شُعْثٌ دلَفن مع العشية لاحتطاب
وشِمْت البرق مثل السوط شق الدْ ـدُجُنة بين مركوم السحاب
أحب النيل حين صفا وشعت تهاويل الأصيل على الروابي
تهبّ به الشمال على شراع كسالفة الإوزة ذي انسياب